تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في ظل تزايد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، أصبح كثير من الآباء يعيشون داخل بيوتهم كضيوف شرف، حضورهم جسدي لكنهم غائبين نفسيًا وعمليًا عن تفاصيل البيت، وعن تربية الأبناء، عن المشاركة في القرارات، عن الحضور العاطفي اليومي الذي لا يقل أهمية عن الإنفاق المادي.
هذا الواقع الصعب، قدمه مسلسل "كتالوج" للنجم محمد فراج، في واحدة من أكثر التجارب الدرامية إنسانية وصدقًا خلال الفترة الأخيرة، المسلسل الذي عرض عبر أحد المنصات الرقمية، طرح نموذجًا حيًا للأب الذي اضطر أن يعيد اكتشاف نفسه بعد فقد زوجته، وأن يعيد ترتيب أولوياته بعدما أصبحت الأبوة واقعًا لا مفر منه.
مسئولية لا مفر لها
وفي هذا السياق تحدثت الدكتورة منى شاكر، استشاري علاقات اسرية، عن رؤيتها للعمل وقالت إن فراج جسد شخصية "يوسف"، الزوج الذي يفقد زوجته فجأة، ويجد نفسه وحيدًا أمام مسئولية تربية طفلين "كريمة" و"منصور"، لم يكن يوسف أب مسئول في السابق، بل كان مشغولًا بعمله، يترك إدارة البيت بالكامل لزوجته "أمينة"، التي كانت بدورها تدير حياتهم بأدق تفاصيلها.
لكن بعد رحيلها، يكتشف يوسف أنها تركت له "كتالوجًا" حقيقيًا، عبارة عن سلسلة من الفيديوهات التربوية المسجلة، تتضمن نصائح، ومواقف متوقعة، وردود أفعال مقترحة، وأساليب للتعامل مع الأطفال في مراحلهم المختلفة، الكتالوج ليس دليلاً نظريًا أو مقدم بشكل علمي، بل خلاصة حياة امرأة أدركت قيمة المسئولية، فأرادت أن تزرعها في غيابها.
يوسف.. نموذج متكرر
وتابعت: "كتالوج" لا يعرض فقط رحلة رجل فقد زوجته، بل يسلط الضوء على تحوله الداخلي، وللأسف يوسف يمثل نموذجًا متكرّرًا في مجتمعاتنا، الأب الذي يظن أن توفير المال يكفي، وأن غيابه عن تفاصيل التربية أمر طبيعي، ما دام هناك من يقوم بالمهام بدلاً عنه.
لكن حين رحلت زوجته، أدرك أن الأبوة ليست شيئًا يمكن تفويضه، وأن الحب وحده لا يغني عن الوقت، ولا يعوض الحضور، وبدأ في مراجعة نفسه ولكن بعد فوات الاوان، وتعلم كيف يشارك، وكيف ينصت، وكيف يعتذر، وكيف يحتضن أبنائه بصدق.
الأبوة ليست مجرد لقب
ليست الأبوة مجرد لقب يكتسب بوجود أطفال، بل هي مسئولية يومية مستمرة، فالأب هو القدوة، والحامي، والداعم العاطفي، والضابط الأول لإيقاع البيت، هكذا وصفت د. منى دور الأب، وقالت: إذا غاب هذا الدور، تفقد الأسرة توازنها، ويضطر كل فرد إلى ملء هذا الفراغ بطريقته، مما يخلق توترًا داخليًا وعاطفيًا يصعب ترميمه.
وقدمت د. منى، مجموعة من النصائح للأب حتى لا يصبح "ضيفًا" في بيته وهي:
-لا تكتفي بالإنفاق: المال مهم، لكنه لا يغني عن الوقت والمشاركة، لا تجعل دورك مقتصرًا على الفواتير والمصاريف، فوجودك الحقيقي هو أن تربي أبنائك، الأبوة لا تقتصر على الحضور الموسمي، بل على التفاعل اليومي مع الأبناء، ومع الشريكة في إدارة المنزل.
-خصص وقتًا يوميًا لأبنائك: حتى لو 30 دقيقة فقط، اسألهم عن يومهم، استمع إليهم، شاركهم أفكارك، حتى تتقرب لهم يوما بعد يوم.
-شارك زوجتك المسئولية: فالبيت والأبناء ليسوا مسئولية الأم وحدها، شارك في القرارات، في التربية، في الأعباء النفسية، هذه المشاركة تصنع الحياة الأسرية الحقيقية.
-كن قدوة لا متسلطاً: أفعالك تعلم أكثر من أقوالك، راقب تصرفاتك، وطريقة تعبيرك عن الغضب أو الخلاف، لأنها ستنعكس على سلوك أبنائك، الأب الجيد ليس من يلقي الأوامر فقط، بل من يصغي لمخاوف أطفاله، ويستوعب اختلافاتهم، ويعطيهم مساحة للتعبير.
-حافظ على الحضور العاطفي: الاحتواء، الكلمة الطيبة، اللمسة الحنونة، الاهتمام دون شرط، كلها أدوات فعالة لبناء علاقة صحية داخل الأسرة.
الأب الحقيقي ليس من يحضر في المناسبات فقط، بل من يصنع الحياة اليومية لأسرته بحنانه ووجوده وحكمته، لا تسمح لمسئوليات الحياة ومشغوليتها أن تزحف إلى بيتك وأنت بداخله، ولا تترك أولادك يبحثون عن آباء في العالم الخارجي، وأنت موجود فقط بالاسم، وأخيرا "كن الأب الذي يتمناه أبناؤك، لا الضيف الذي ينتظرون رحيله".
الزوجة الذكية والتعامل الحكيم
وفي إطار مختلف، تحدثت الدكتورة ريهام عبد الرحمن، استشاري علاقات أسرية ، عن كيف تتعامل الزوجة والأم مع زوجها المشغول بعمله، بحيث تجعله مشارك رئيسي معها في إدارة المنزل، وتقول إنه في كثير من البيوت، تتكرر المعادلة الصعبة، زوج يعمل لساعات طويلة خارج المنزل لتأمين الحياة الكريمة لأسرته، وزوجة تتحمل وحدها عبء التربية والتوجيه اليومي للأطفال، ومع الوقت، يتسلل التوتر، وتشعر الزوجة بالإرهاق، فيما يبتعد الزوج تدريجيا عن تفاصيل البيت، فيتحول دوره إلى "الممول" أكثر من كونه شريكاً.
ولكن، بين الإنهاك والغياب، مساحة ذهبية يمكن للزوجة أن تملأها بالذكاء العاطفي، فتعيد التوازن إلى بيتها دون صدامات مع الزوج، ودون أن يشعر الزوج بأنه مقصر، لأنه للأسف كثير من الزوجات يشعرن أزواجهن بالتقصير وهذا ليس من الذكاء لحل الأزمة، بل هذا سيساعد على تفاقم المشاكل والتوتر داخل المنزل.
إعادة صياغة العلاقة
وتابعت: يظن البعض أن انشغال الأب عن الأبناء ناتج عن إهمال أو جفاء، بينما الحقيقة أكثر تعقيدًا، فغالبا ما يكون هذا الغياب نظرًا لضغوط العمل، ومسئوليات الإنفاق، والتزامات الحياة المتزايدة.
ومن هنا يصبح دور الزوجة محوريًا، ليس فقط في حماية استقرار الأسرة، بل في إعادة صياغة العلاقة بين الأب وأبنائه، بشكل لا ينتقص من دور الزوج، ولا يُحمله فوق طاقته.
سلاح الزوجة الحكيمة
الذكاء العاطفي لا يعني المجاملة، بل الفهم العميق لطبيعة الطرف الآخر، وتحديد الوقت المناسب، والطريقة الأنسب لطلب الدعم والمشاركة، وهناك بعض الأساليب الفعالة لإشراك الزوج في التربية دون صدام وهي:
1. اختاري اللحظة المناسبة للكلام
لا تطلبي من زوجك الاهتمام بالأبناء فور عودته مرهقًا من العمل، اختاري وقتًا هادئًا، وابدئي الحديث من باب التقدير لا العتاب، بمعنى أخر البدء في الحديث بتقدير مجهوده لتوفير نفقات المنزل، ثم المطالبة بالمشاركة في مسؤوليات الأبناء،
2. اجعليه جزءًا من التفاصيل الصغيرة
لا تنتظري مشاركة كاملة منذ البداية، بل ابدئي بخطوات بسيطة، مثلا مشاركته في اختيار ملابس المدرسة، أو حضور اجتماع ولي الأمر، أو حتى الرد على سؤال بسيط من الابن.
3. أخبريه بتأثيره الكبير عليهم
الرجال بطبيعتهم يُحبون أن يشعروا بأن دورهم مؤثر، أخبريه مثلًا أن ابنته تُقلد أسلوبه في الحديث، أو أن ابنه ينتظر رأيه في شيء ما، هذا الشعور يحفزهم على الحضور.
4. امدحي أي مشاركة ولو بسيطة
حين يبادر الزوج بلحظة تواصل مع الأبناء، حتى وإن كانت عابرة، لا تمري عليها مرور الكرام، أثني على ذلك، وركزي على أثره النفسي، لا على تقصيره السابق.
5. قدمي له مساحة ليكون "الأب" بطريقته
لا تفرضي عليه أسلوبك في التربية، بل اتركي له المجال ليعبر بطريقته، الأب لا يجب أن يكون نسخة من الأم، بل له بصمته المختلفة، وهذا التنوع صحي ومفيد للأطفال.
هذا الواقع الصعب، قدمه مسلسل "كتالوج" للنجم محمد فراج، في واحدة من أكثر التجارب الدرامية إنسانية وصدقًا خلال الفترة الأخيرة، المسلسل الذي عرض عبر أحد المنصات الرقمية، طرح نموذجًا حيًا للأب الذي اضطر أن يعيد اكتشاف نفسه بعد فقد زوجته، وأن يعيد ترتيب أولوياته بعدما أصبحت الأبوة واقعًا لا مفر منه.
مسئولية لا مفر لها
وفي هذا السياق تحدثت الدكتورة منى شاكر، استشاري علاقات اسرية، عن رؤيتها للعمل وقالت إن فراج جسد شخصية "يوسف"، الزوج الذي يفقد زوجته فجأة، ويجد نفسه وحيدًا أمام مسئولية تربية طفلين "كريمة" و"منصور"، لم يكن يوسف أب مسئول في السابق، بل كان مشغولًا بعمله، يترك إدارة البيت بالكامل لزوجته "أمينة"، التي كانت بدورها تدير حياتهم بأدق تفاصيلها.
لكن بعد رحيلها، يكتشف يوسف أنها تركت له "كتالوجًا" حقيقيًا، عبارة عن سلسلة من الفيديوهات التربوية المسجلة، تتضمن نصائح، ومواقف متوقعة، وردود أفعال مقترحة، وأساليب للتعامل مع الأطفال في مراحلهم المختلفة، الكتالوج ليس دليلاً نظريًا أو مقدم بشكل علمي، بل خلاصة حياة امرأة أدركت قيمة المسئولية، فأرادت أن تزرعها في غيابها.
يوسف.. نموذج متكرر
وتابعت: "كتالوج" لا يعرض فقط رحلة رجل فقد زوجته، بل يسلط الضوء على تحوله الداخلي، وللأسف يوسف يمثل نموذجًا متكرّرًا في مجتمعاتنا، الأب الذي يظن أن توفير المال يكفي، وأن غيابه عن تفاصيل التربية أمر طبيعي، ما دام هناك من يقوم بالمهام بدلاً عنه.
لكن حين رحلت زوجته، أدرك أن الأبوة ليست شيئًا يمكن تفويضه، وأن الحب وحده لا يغني عن الوقت، ولا يعوض الحضور، وبدأ في مراجعة نفسه ولكن بعد فوات الاوان، وتعلم كيف يشارك، وكيف ينصت، وكيف يعتذر، وكيف يحتضن أبنائه بصدق.
الأبوة ليست مجرد لقب
ليست الأبوة مجرد لقب يكتسب بوجود أطفال، بل هي مسئولية يومية مستمرة، فالأب هو القدوة، والحامي، والداعم العاطفي، والضابط الأول لإيقاع البيت، هكذا وصفت د. منى دور الأب، وقالت: إذا غاب هذا الدور، تفقد الأسرة توازنها، ويضطر كل فرد إلى ملء هذا الفراغ بطريقته، مما يخلق توترًا داخليًا وعاطفيًا يصعب ترميمه.
وقدمت د. منى، مجموعة من النصائح للأب حتى لا يصبح "ضيفًا" في بيته وهي:
-لا تكتفي بالإنفاق: المال مهم، لكنه لا يغني عن الوقت والمشاركة، لا تجعل دورك مقتصرًا على الفواتير والمصاريف، فوجودك الحقيقي هو أن تربي أبنائك، الأبوة لا تقتصر على الحضور الموسمي، بل على التفاعل اليومي مع الأبناء، ومع الشريكة في إدارة المنزل.
-خصص وقتًا يوميًا لأبنائك: حتى لو 30 دقيقة فقط، اسألهم عن يومهم، استمع إليهم، شاركهم أفكارك، حتى تتقرب لهم يوما بعد يوم.
-شارك زوجتك المسئولية: فالبيت والأبناء ليسوا مسئولية الأم وحدها، شارك في القرارات، في التربية، في الأعباء النفسية، هذه المشاركة تصنع الحياة الأسرية الحقيقية.
-كن قدوة لا متسلطاً: أفعالك تعلم أكثر من أقوالك، راقب تصرفاتك، وطريقة تعبيرك عن الغضب أو الخلاف، لأنها ستنعكس على سلوك أبنائك، الأب الجيد ليس من يلقي الأوامر فقط، بل من يصغي لمخاوف أطفاله، ويستوعب اختلافاتهم، ويعطيهم مساحة للتعبير.
-حافظ على الحضور العاطفي: الاحتواء، الكلمة الطيبة، اللمسة الحنونة، الاهتمام دون شرط، كلها أدوات فعالة لبناء علاقة صحية داخل الأسرة.
الأب الحقيقي ليس من يحضر في المناسبات فقط، بل من يصنع الحياة اليومية لأسرته بحنانه ووجوده وحكمته، لا تسمح لمسئوليات الحياة ومشغوليتها أن تزحف إلى بيتك وأنت بداخله، ولا تترك أولادك يبحثون عن آباء في العالم الخارجي، وأنت موجود فقط بالاسم، وأخيرا "كن الأب الذي يتمناه أبناؤك، لا الضيف الذي ينتظرون رحيله".
الزوجة الذكية والتعامل الحكيم
وفي إطار مختلف، تحدثت الدكتورة ريهام عبد الرحمن، استشاري علاقات أسرية ، عن كيف تتعامل الزوجة والأم مع زوجها المشغول بعمله، بحيث تجعله مشارك رئيسي معها في إدارة المنزل، وتقول إنه في كثير من البيوت، تتكرر المعادلة الصعبة، زوج يعمل لساعات طويلة خارج المنزل لتأمين الحياة الكريمة لأسرته، وزوجة تتحمل وحدها عبء التربية والتوجيه اليومي للأطفال، ومع الوقت، يتسلل التوتر، وتشعر الزوجة بالإرهاق، فيما يبتعد الزوج تدريجيا عن تفاصيل البيت، فيتحول دوره إلى "الممول" أكثر من كونه شريكاً.
ولكن، بين الإنهاك والغياب، مساحة ذهبية يمكن للزوجة أن تملأها بالذكاء العاطفي، فتعيد التوازن إلى بيتها دون صدامات مع الزوج، ودون أن يشعر الزوج بأنه مقصر، لأنه للأسف كثير من الزوجات يشعرن أزواجهن بالتقصير وهذا ليس من الذكاء لحل الأزمة، بل هذا سيساعد على تفاقم المشاكل والتوتر داخل المنزل.
إعادة صياغة العلاقة
وتابعت: يظن البعض أن انشغال الأب عن الأبناء ناتج عن إهمال أو جفاء، بينما الحقيقة أكثر تعقيدًا، فغالبا ما يكون هذا الغياب نظرًا لضغوط العمل، ومسئوليات الإنفاق، والتزامات الحياة المتزايدة.
ومن هنا يصبح دور الزوجة محوريًا، ليس فقط في حماية استقرار الأسرة، بل في إعادة صياغة العلاقة بين الأب وأبنائه، بشكل لا ينتقص من دور الزوج، ولا يُحمله فوق طاقته.
سلاح الزوجة الحكيمة
الذكاء العاطفي لا يعني المجاملة، بل الفهم العميق لطبيعة الطرف الآخر، وتحديد الوقت المناسب، والطريقة الأنسب لطلب الدعم والمشاركة، وهناك بعض الأساليب الفعالة لإشراك الزوج في التربية دون صدام وهي:
1. اختاري اللحظة المناسبة للكلام
لا تطلبي من زوجك الاهتمام بالأبناء فور عودته مرهقًا من العمل، اختاري وقتًا هادئًا، وابدئي الحديث من باب التقدير لا العتاب، بمعنى أخر البدء في الحديث بتقدير مجهوده لتوفير نفقات المنزل، ثم المطالبة بالمشاركة في مسؤوليات الأبناء،
2. اجعليه جزءًا من التفاصيل الصغيرة
لا تنتظري مشاركة كاملة منذ البداية، بل ابدئي بخطوات بسيطة، مثلا مشاركته في اختيار ملابس المدرسة، أو حضور اجتماع ولي الأمر، أو حتى الرد على سؤال بسيط من الابن.
3. أخبريه بتأثيره الكبير عليهم
الرجال بطبيعتهم يُحبون أن يشعروا بأن دورهم مؤثر، أخبريه مثلًا أن ابنته تُقلد أسلوبه في الحديث، أو أن ابنه ينتظر رأيه في شيء ما، هذا الشعور يحفزهم على الحضور.
4. امدحي أي مشاركة ولو بسيطة
حين يبادر الزوج بلحظة تواصل مع الأبناء، حتى وإن كانت عابرة، لا تمري عليها مرور الكرام، أثني على ذلك، وركزي على أثره النفسي، لا على تقصيره السابق.
5. قدمي له مساحة ليكون "الأب" بطريقته
لا تفرضي عليه أسلوبك في التربية، بل اتركي له المجال ليعبر بطريقته، الأب لا يجب أن يكون نسخة من الأم، بل له بصمته المختلفة، وهذا التنوع صحي ومفيد للأطفال.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية