ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تسليط الضوء على ظاهر الانتحار بوسائل متعددة، مما أحدث انزعاجًا في أوساط المجتمع المصري، الأمر الذي يستدعي ضرورة، تناول تلك الظاهرة من كل جوانبها.

وكانت قد ظهرت وسائل جديدة في التخلص من الحياة باستخدام تناول حبوب الغلال السامة بخلاف الوسائل الأخرى القديمة من القفز من أعلى قطع الشرايين أو الخنق باستخدام حبل من الرقبة.

“بوابة روزاليوسف” في تلك السطور تستطلع آراء علماء النفس، والخبراء الجنائيين في تحديد أسباب ظاهرة الانتحار وطرق معالجتها.  

 الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، يرى ضرورة التفرقة بين المريض النفسي والانتحار، قائلا: ليس كل شخص يقدم على الانتحار يكون مريضًا نفسيًا أو مصابا بالاكتئاب، وليس كل مريض نفسي يقوم بالانتحار.

وأشار الدكتور إبراهيم مجدي، إلى أن هناك أشخاصًا تقدمون على الانتحار لأنهم يواجهون مشاكل في الحياة، وليس لديهم طرق لحل المشكلة، مؤكدًا أن مريض الاكتئاب يكون عرضا من أعراضه الأفكار الانتحارية والتي تتحول لمحاولات انتحار، مؤكدًا أن هذا الاكتئاب يكون اكتئابا بيولوجيا عضويا نتيجة خلل في كيمياء المخ تجعل الشخص مزاجه حزين ورافض الرغبة في الحياة. ولفت إلى أن بعض الاضطرابات النفسية وليس الاكتئاب فقط، قد تؤدي للانتحار، كذلك هناك بعض الأشخاص يهددون دومًا بفكرة الانتحار، أما الاكتئاب إذا لم يتم علاجه فقد يسبب الانتحار.

كما أشار استشاري الطب النفسي بجامعة عين شمس، إلى أن الإفراط في الحديث عن حالات الانتحار وحوادث العنف الفردي في "السوشيال ميديا" ووسائل الإعلام المختلفة يزيد من المشكلة ويعقدها، مطالبًا كل وسائل الإعلام بالامتناع عن نشر أخبار الانتحار والعنف الأسرى، مشيرًا إلى أن مملكة السويد نجحت في علاج ظاهرة ارتفاع معدلات الانتحار، بعدما قرر المسؤولون هناك عدم إذاعة أي أخبار عن الانتحار في وسائل الإعلام المختلفة لمدة ٦ أشهر، وبصراحة هناك بعض الأشخاص لهم مصلحة في تضخيم الأحداث على مواقع التواصل الاجتماعي.

 السويد تنجح في القضاء على الظاهرة 

أكد استشاري الطب النفسي، أن ظاهرة الانتحار عدوى، والحديث عنها بشكل متكرر يجعل الكثير يفكرون في هذا الأمر، مما يزيد من حالات الانتحار، مشددًا على ضرورة وقف تناول هذه الأحداث وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تتسبب في نشر حوادث الانتحار بشكل مبالغ فيه.

وطالب استشاري الطب النفسي، من النائب العام بمنع النشر في جرائم الانتحار، ومنع وسائل الإعلام من مناقشة مثل هذه الأفكار حتى نحد من انتشارها.

  من جهتها، حذر الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي، من خطورة تداول أخبار الانتحار كل يوم بين الحين والآخر، مشيرة إلى أن تداولها باستمرار له تأثير سلبي على المجتمع، ولاسيما أنها تفتقد الدقة بل وتفتقد عدم الأمانة وعدم الموضوعية بأسلوب طرح، ولاسيما في وسائل الاتصال المعلوماتي أو شبكة الأنترنت مثلا عندما يروج أن مصر الأولى عربيا في حالات الانتحار بمعدل ما يقارب 379 حالة بأسلوب يستهدف التحريض وعدم الأمانة في العرض وتصدير عدم الأمان والخوف والقلق للناس.  

من جانبه، يقول لواء دكتور نبيل حسن أستاذ القانون الجنائي بكلية الشرطة، أولا الانتحار غير معاقب عليه في التشريع المصري وللآسف لم يتطرق تشريعنا للتحريض عليه رغم أن التشريعين الفرنسي والإيطالي جرما التحريض والمساعدة عليه، ولكن إذا حرض شخص شخصا آخر غير كامل الإدراك كالصغير أو المجنون حوكم الشخص المحرض على جريمة قتل عمد لأنه فاعل معنوي للجريمة، والذي يهمنا القتل والإيذاء بالتأثير النفسي من خلال "السوشيال ميديا" إذا ثبتت العلقة بين ما نشر وما ارتكب من جرائم بمعنى أن الجريمة قتل أو ضرب ما كانت لترتكب لولا ما نشر عوقب الناشر عن الجرائم التي ارتكبت بناء على ما نشر.