بصوتها العذب وحضورها الآسر، استطاعت الفنانة القديرة أنوشكا أن تترك بصمة مميزة في عالم الغناء والتمثيل على حد سواء، وفي تجربتها الرمضانية الأخيرة خطفت الأنظار بتجسيدها لشخصية "إجلال أبو العزم" الأم الصارمة والمتسلطة في مسلسل "وتقابل حبيب"، و في حوارها لمجلة "أكتوبر" تكشف عن كواليس ترشيحها للدور، والعديد من الكواليس والأسرار الأخرى..

*كيف جاء ترشيحك لدور إجلال أبو العزم ؟

تواصل معي المؤلف عمرو محمود ياسين وتقابلنا للمرة الأولى معاً وشرح لي القصة وخط الشخصية في العمل، لاسيما أن جميع الحلقات لم تكن حينها مكتوبة، ولكن ثقتي به كبيرة كمؤلف لأن جميع أعماله من النوعية الجادة، وأحب مسلسلاته الاجتماعية لأن بها الكثير من العواطف والمشاعر وظهر ذلك في الدراما التي قدمها قبل مسلسل "وتقابل حبيب"، فتحمست ووافقت على دور "إجلال أبو العزم" كنوع من أنواع التحدي.

*ألم تخشي من تقديم دور "إجلال أبو العزم" لما تحمله من شر؟

لا بالطبع، أهم شيء بالنسبة لي عندما يصلني أي سيناريو أن أفهم من المؤلف وجهة نظره في الشخصية التي أقوم بها وكيف رسم شكلها و الرسالة التي تحملها القصة المكتوبة للعمل وهذا ما يجذبني في المقام الأول، لأن المشاهد واعي جداً، ولم أخشى تماما من فكرة كُره الجمهور لأني كنت أرى أبعاد شخصية "إجلال أبو العزم" فهي تزوجت وهي صغيرة وزوجها أكبر منها سناً، ولم تتزوج عن حب فهي لم تعش أي مشاعر أو عواطف، زواجها كان لحماية الهرم الاقتصادي الكبير الموجود بالعائلة، أيضاً "عبد العزيز أبو العزم" صارم وظهر ذلك من خلال الجمل التي كتبها عمرو محمود ياسين له، ويستغنى عن أي شيء في سبيل تحقيق نجاحه أو مصلحته ، فشخصية إجلال تطبعت بطباع زوجها، فهي لا تملك أي شيء في الدنيا غيره و أولادها هم بالنسبة لها استثمارها الوحيد.



 *إجلال أبو العزم استفزتكِ مهنياً لقيامكِ بها؟

نعم، استفزتني جداً ولكن أولاً أحببتها لن أنكر ذلك، وتقبلتها بأعذارها وبأخطائها ومحاسنها وذلك كان نتيجة النقاش مع المؤلف ومعرفة خلفية الشخصية وأبعادها وطريقة تفكيرها، واستطعت أن أفهم ما يدور في مخيلته، وهذا جعلني أعطي لإجلال روح وحركة وملابس جعلتها تنبض بالحياة .

*كيف كان استعدادك للشخصية؟

بمناقشاتي الكثيرة مع عمرو محمود ياسين ومع المخرج محمد الخبيري، لأنه في النهاية هم من يرون كيف سيظهر شكل الشخصية، فكان استعدادي من خلال الحديث و الأسئلة لكي أتصورها وأشعر بها وأطرحها للجمهور، وفي نفس الوقت بعد استيعابي الكامل لها رسمت شكلها وناقشت به ستايلست العمل سعيد رمزي وكنت سعيدة بالعمل معه لأننا كنا متفاهمين في نفس الآراء .

*ما الفرق بين شخصية "قسمت هانم" في مسلسل "جراند أوتيل وشخصية "إجلال" ألم يتشابهوا في فكرة الأم المتسلطة؟

لا تماما فهم شخصيتين مختلفتين عن بعض، ولكن هناك بعض الأجزاء المتشابهة أيضاً معي في شخصيتي الحقيقية، لأن أي شخصية أقوم بها تكون فيها جزء يشبهني في شخصيتي و نقاط بعيدة كل البعد عني، ولكن المخرجين دائماً يحصرونني في دور الأم المتحكمة ولكن أعرف جيداً كل دور قمت به وكيف كان أدائي له، ولذلك أحاول التنويع و الاختلاف في شخصياتي، وعند ذكر الأم المتسلطة نتذكر "قسمت هانم" لأنها تركت بصمة كبيرة في الوطن العربي و أوروبا، نظراً لترجمة "جراند أوتيل" إلى 45 لغة، ولكن بشهادة القنوات و الجمهور النسخة الأصلية المصرية للعمل هي الأكثر جمالاً وذلك لتصوير المسلسل في أسوان و جمال الطبيعة انعكس على التصوير بشكل كبير وواضح، ونقاط الاختلاف بين الشخصيتين أن "إجلال" صارمة للغاية أما "قسمت" كانت أكثر ليونة ولكن يتفقون في اختلاق نفس الطرق الملتوية للوصول إلى أهدافهم وهذه الطريقة عكس شخصيتي على الإطلاق فأنا أحب الصراحة والوضوح .

*ما المتشابه والمتناقض بين شخصية انوشكا واجلال أبو العزم؟

على قدر حبي للفكاهة، أكون صارمة في الكثير من الأحيان في العمل وتلك هي النقطة المتشابهة بيننا، ودائماً أعتبر الصراحة مبدأي في الحياة وليس هناك أجمل منها، والطرق الملتوية للوصول للهدف ترهقني فأفضل أن أسير بكل وضوح، ولكن الدبلوماسية في الحديث أيضاً مهمة للغاية ومن الضروري انتقاء الكلام، "أنوشكا" شخص عاطفي للغاية ومشاعري فياضة وأفكر بقلبي و"إجلال" كانت لديها عاطفة ولكنها قامت بمحوها وتفكر بعقلها فقط رغم حبها الشديد لأولادها.

*من وجهة نظرك، هل كانت إجلال أبو العزم ظالمة أم مظلومة لتنفيذها أوامر زوجها؟

ظالمة ومظلومة، وذلك يدل على أن الانسان يكون نتاج البيئة التي نشأ فيها و "إجلال" نشأت في بيئة صارمة وقاسية ماحية للمشاعر فكانت نتاج هذا العالم، أيضاً مظلومة لأن حين نولد نكون عبارة عن ورقة بيضاء ويتم الكتابة عليها بواسطة الظروف والملابسات التي ننشأ بها، لذا يكون بداخلنا نبتة مختلفة عن الآخر  .



*ما الصعوبات التي واجهتيها؟



لم أواجه أي صعوبات، بالعكس كنت أشعر أن المناقشات التي تمت قبل التصوير جعلتنا نفهم الشخصيات التي قمنا بها بشكل أسرع، ووجود عمرو محمود ياسين داخل موقع التصوير كان مريح جداً بالنسبة لي فعندما أريد أن أستفسر عن شيء داخل الشخصية كان موجود دائماً أمامي وأعتبره عامل مساعد بشكل كبير جداً، والتحضير الجيد وفهم الشخصية يجعل التواصل بشكل سلس أكثر،  وأكثر ما كان يسعدني في العمل هو المكان الذي قمنا بالتصوير فيه في "شبرامنت" كان ملئ بالطبيعة من شجر و نخيل وخيول، و أعتبر هذا من أهم الأسباب التي انعكست على نفسيتنا لأني أحب أن أبدأ يومي وسط  هذه الأجواء خصوصاً انني أحب الحيوانات جداً، ولكن كنا نعاني من برودة الجو في المكان .



*من وجهة نظرك، ما الذي يميز عمرو محمود ياسين كمؤلف؟

أولاً، عمرو محمود ياسين يعرف جيداً احتياجات كل ممثل كونه من أسرة فنية ، وكتباته للأدوار الصغيرة غير سطحية على الاطلاق وتحتاج إلى ممثل موهوب، مثل دور طقم الخدم الموجود في منزل إجلال أبو العزم كل ممثل فيه كان وجوده مهم ويحتاج إلى مجهود حتى إذا كانت مشاهده قليلة، وأعتقد أن لولا عامل الوقت كان مسلسل "وتقابل حبيب" امتد إلى أكثر من 30 حلقة.

*حدثيني عن العمل مع ياسمين عبد العزيز في الكواليس ومشهد الضرب على وجهها؟

العمل مع ياسمين عبد العزيز كان ملئ بالفكاهة والمرح وجميعنا كنا مندمجين في هذه الأجواء، حتى أن نقف أمام الكاميرا فكنا نأخذ القليل من الوقت للاندماج مرة أخرى في التصوير، وهذا المشهد حاولت عدم القيام به لأني كنت لا أريد أن أقوم بضربها، وحاولت إقناع عمرو محمود ياسين ومحمد الخبيري والمخرج المنفذ محمد عبد المجيد وياسمين ولكن فشلت في إقناعهم وتم تنفيذه واخراجه بشكل جيد جداً .

*كيف كان العمل مع الفنان القدير صلاح عبد الله ؟

أطيب قلب في العالم والسبب الرئيسي لروح الدعابة في موقع التصوير، والتناغم الموجود بين كل فريق العمل كان شيء لا يمكن وصفه .



*كيف جاءت ردود أفعال الجمهور تجاهك؟

منذ ثالث حلقة بدأنا نلاحظ ردود الأفعال والتعليقات وهذا اسعدنا للغاية، والارتباط بين الجمهور ومسلسل "وتقابل حبيب" كان شيء رائع وكنت سعيدة بهذا التفاعل جداً على المستوى الشخصي، وفي الحلقات الأخيرة للعمل زاد التفاعل وارتفع سقف التعلق بالشخصيات وتوقع الأحداث والنهاية، كل هذا سبب لنا حالة من السعادة وطاقة إيجابية كبيرة للغاية حتى انتهاء التصوير.



*ما هي أجمل التعليقات التي جذبتك على السوشيال ميديا على شخصية إجلال؟

"إجلال جعلت كل مقبلة على الزواج لديها عقدة من الحموات"، تعليقات الجمهور كانت فكاهية وجميلة جعلتنا نشعر بأن المجهود المبذول لم يذهب هدر، وسعيدة جداً بأن الأسرة المصرية بجميع أعمارها كانت متفاعلة مع المسلسل وتتابعه بشغف وحب .



*كيف كان اول تعاون مع الفنانة نيكول سابا ؟

كنا نتحدث معاً أغلب الوقت في الكواليس عن الغناء لأننا نعمل في نفس المجال الغنائي و نواجه نفس المشاكل .



*والعمل مع كريم فهمي وخالد سليم ؟



من المفترض أنني كنت سأشارك كريم فهمي قبل مسلسل "وتقابل حبيب" في عمل آخر ولكن لم يحالفنا الحظ، وسعدت جداً بالعمل معه، أما خالد سليم شخصية جميلة ومنضبطة وجميع مشاهدنا معاً، وعندما أتذبذب في الحوار أجده يكمل لي الجملة ويقوم بتذكرتي ببقية الحوار لي ولجميع الزملاء .



*هل توقعت كل هذا النجاح الذي حققه العمل؟

لا أستطيع قول ذلك، لأننا نعمل بجهد ونقدم العمل ثم نتمنى النجاح ولكن لا نستطيع التوقع، وأثناء عرض المسلسل وجدنا أننا غير كل الأعمال الموجودة بالساحة وقتها، وقصة "وتقابل حبيب" كانت مختلفة تماماً، وردود أفعال وتعلق الجمهور بالمسلسل والقصة والممثلين والترابط الذي حدث في هذا العمل كان أكبر نجاح بالنسبة لي وأعتبره "كرم ربنا"، ولكن نسبة النجاح لا يمكن لأحد أن يتوقعها وإلا كانت جميع الأعمال نجحت .

*أين الغناء من حياة أنوشكا الان؟

موجود بالطبع و في شهر يناير الماضي كان لدي حفلة في الأوبرا المصرية مع الزميل المطرب علي الحجار وكنت سعيدة جداً لأنها كانت في ذكرى الملحن أحمد الحجار، وكان شيء جميل للغاية .

*هل سننتظر اغنية جديدة في الفترة القادمة ؟

نعم واهتمامي الفترة المقبلة ستكون للغناء وبدأت من السنة الماضية مباشرة بعد حفلي بمكتبة الإسكندرية، ولكن الظروف التي نعيشها حالياً جعلتنا نتأخر قليلاً وشعرنا أن الوقت غير ملائم لطرح أغاني، وسنكون مجموعة مع بعض وسنطرح مجموعة من الأغاني في الوقت المناسب .

*ما رأيك في المنصات الرقمية الحالية و المسلسلات ذو الـ ١٥ والعشر حلقات ؟

قصة المسلسل هي التي تتحكم في عدد حلقاته، فهناك فكرة تحتاج إلى سردها في العديد من الحلقات و هناك فكرة تحتاج إلى خمس حلقات، و هذا العام تم عرض مسلسلات غاية في الروعة وجريئة لأنها عرضت قضايا جادة بهذا الشكل وتابعت منهم "لام شمسية"، و"أولاد الشمس"، و"أثينا"، وأحب مشاهدة المسلسلات في رمضان على المنصات وأعتبرها شيء رائع ووصلت إلى قاعدة جماهيرية كبرى، و المهم أن الجمهور يتابع و يعطي رأيه، وكنت سعيدة جداً عندما يناديني الناس في الشارع بـ "إجلال هانم" وهذا إن دل على شيء دل على ارتباط الجمهور بما هو مقنع بالنسبة له، وهو الوحيد الذي لا يستطيع أحد أن يفرض عليه شيء، وهو من يتابع و ينقد دون أي مصالح، فردود أفعال الشارع واضحة وصريحة وجميلة بدون تكلف، وأخيراً جميعنا كعاملين في مجال الفن نكمل بعض و المنافسة جميلة جداً ونهنئ بعضنا البعض على المجهود المبذول وهذا في حد ذاته مشجع وكل هذا يصب تحت راية الفن المصري أو الدراما المصرية وأعتز جداً و أتشرف كوني فنانة مصرية .

*هل يوجد أعمال درامية جديدة تم التعاقد عليها؟

لا، حاليا أنا أريد الراحة بعد تعب التصوير وارهاقه وحتى الآن لا توجد أعمال جديدة.