أكد الكاتب والمؤرخ السياسي البريطاني تيموثي جارتون، أن من حق أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، كما أن توسيع عضوية الاتحاد من شأنها تقوية موقف الدول الأوروبية في مواجهة روسيا والصين.

وأشار الكاتب - في مقال نشرته صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم السبت، إلى أن قرار المفوضية الأوروبية -أمس- بقبول أوكرانيا بصفة مرشح للانضمام لعضوية الاتحاد يعتبر كما وصفه الرئيس الأوكراني فلودومير زلينيسكي واحداً من أهم القرارات الأوروبية في الثلاثين عاماً الأولى من القرن الـ21 وأنه قد يمثل بداية لانضمام المزيد من دول شرق أوروبا للاتحاد.

وأضاف الكاتب أن هذا القرار يمثل خياراً إستراتيجياً لأوروبا كلها، حيث أنه لن يساعد فقط على توسيع عضوية الاتحاد فحسب، وإنما أيضاً سيضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء إلى جانب تحقيق معدلات نمو اقتصادي أعلى في أوروبا، مما يجعل الدول الأوروبية أكثر قدرة على الدفاع عن مصالحها في مواجهة روسيا والصين.

وأوضح أن انضمام دول أخرى للاتحاد الأوروبي، مثل أوكرانيا وجورجيا ومولدوفيا سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى قبول روسيا للأمر الواقع بأنها فقدت إمبراطوريتها، وقد يدفعها هذا إلى التفكير في القيام بدور جديد كدولة حديثة.

وأضاف الكاتب أن هناك العديد من العراقيل التي تعوق تحقيق هذا الهدف، منها على سبيل المثال أن دول مثل هولندا والدنمارك والبرتغال تسعى إلى منع توسيع عضوية الاتحاد، مشيراً إلى أن تكلفة إعادة إعمار أوكرانيا في مرحلة ما بعد الحرب باهظة، حيث قد تصل إلى ما يقرب من 150 مليار دولار، وعلى الرغم من أن هناك فرصة كبيرة أمام أوكرانيا لإعادة الإعمار من خلال الدعم الأوروبي لها إلا أن هذا الدعم يجب أن يرتبط بحجم الإصلاحات التي ستقوم بها حكومة (كييف) بما في ذلك محاربة الفساد.

وأشار الكاتب إلى أن هناك توجها عاما داخل الدول الأوروبية يساند فكرة انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، حيث أعرب ما يقرب من 66% من سكان أوروبا، في استطلاع للرأي أجري في أبريل الماضي بـ 10 دول أوروبية، عن دعمهم لانضمام أوكرانيا للاتحاد.

ولفت إلى أن هذا التأييد من جانب الشعوب الأوروبية قد يخبو بعد أن بدأ المواطن الأوروبي يشعر بالمعاناة بسبب العواقب الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، مما قد يجعله يتخلى عن تعاطفه مع (كييف).. حيث بدأت الأصوات تعلو في منطقة حوض البحر المتوسط وتجأر بالشكوى من تفاقم الأوضاع في دول أفريقيا والشرق الأوسط؛ بسبب ارتفاع أسعار الغذاء بعد توقف صادرات الحبوب الأوكرانية والروسية بسبب الحرب، وهو ما قد ينذر بأزمات جديدة في أفريقيا والشرق الأوسط.

واختتم الكاتب مقاله مؤكداً أن الطريق مازال طويلاً لتحقيق الأهداف من توسيع عضوية الاتحاد الأوروبي، وأنه مازال مليئاً بالعقبات والعراقيل، ولكن كما يقول المثل الصيني "إن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة" ولكن يجب أن تكون تلك الخطوة في الاتجاه الصحيح.