تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
«كلانا لاعب»: الشاعر والناقد حسن طلب يكشف عن نصه الشعري المهدى لرفيق دربه حلمي سالم
كشف الشاعر والناقد الأدبي الكبير الدكتور حسن طلب، أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان، عن أسباب تغيبه عن ندوة بيت الشعر التي احتفت بعيد ميلاد الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، نظراً لتعبه الصحي وانشغاله بنص شعريل طويل مهدى لرفيق دربه الشعر الراحل حلمي سالم.
وقال طلب في منشور له عبر الفيس بوك:" أعتذر لكل من سأل للاطمئنان بعد غيابي عن ندوة بيت الشعر الأحد الماضي احتفالا بميلاد الشاعر الرائد أحمد عبدالمعطي ححازي، بارك الله لنا فى عمره وحفظه لمحبيه، وأطمأن صديقاتي وأصدقائي الأعزاء، فأنا الآن أفضل، وإن كنت غير قادر بعد على الخروج للمشاركة فى الأنشطة.
وأضاف: أستغل الوقت فى العمل المتصل على الانتهاء من النص الطويل المهدى إلى روح رفيق العمر الشاعر "حلمي سالم"، الذى بدأته منذ سنوات بعنوان: (كلانا لاعب) وتأخر إتمامه للانشغال بثلاثية (إنجيل الثورة وقرآنها). وآمل أن أتمه مع حلول الذكرى العاشرة للشاعر الصديق الراحل نهاية الشهر القادم، وهنا بعض المقاطع من (كلانا لاعب).
كلانا لاعبٌ
... ... ...
كِلانا ناصِبٌ
فوراءَنا المُتشاعِرونَ.. أمامَنا الأرضُ اليَبابُ
يلوحُ فى فَلَواتِها طيفُ القصيدةِ كالسَّرابِ
حُضورُها قد كادَ يُدرِكُهُ الغِيابُ
وراءَ زوابعِ الأُفْقِ المُزَمْهِرَةِ
ابتَغيْنا ما ابتغَيْناهُ
كِلانا واهِبٌ
ماذا تُريدُ مِن القَصيدِ؟
أُريدُ تَولِيدَ الجَديدِ مِن القديمِ
كمثلِما تتولَّدُ الخمْرُ النَّبيذُ مِن الكُرومِ
بدونِ عَمدٍ فى الدِّفاعِ.. أو الهُجومِ
على عُمومِ قواعِدِ النَّظْمِ المُقرَّرَةِ!
اتفَقْنا واختَلفْنا يا أخِى
أمَّا أنا فأُريدُ تلقِيحَ القَصيدةِ- ما استطعْتُ
بوَمْضِ رُوحِ العصْرِ فى الدُّنيا الجديدَةِ
إنِّما لو كنتَ تَشرحُ
كيفَ يُمكِنُ أنْ تُلقِّحَ ما تُلقحُ!
إنِّها نَظريَّةٌ فى الشِّعرِ مُحدَثَةٌ
يَكونُ الشَّكلُ فيها- عيْنُهُ- المضمونَ!
حتى إنْ نزعْتَ عن القصيدةِ قِشرةَ المعْنَى
تبقَّتْ فى اللُّبابِ أَثارةٌ لِمُطالِعِيها
! مِن مَعانِيها المُقشَّرَةِ
اتَّفقْنا.. أو نكادُ
! وإنِّما تَبدُو كأنكَ يا شَريكُ: تلوكُ ما يهْذِى بهِ النُّقَّادُ
لا تُنكِرْ علىَّ الأخْذَ بالنَّقدِ الحَداثِىِّ الجَرىءِ
! وما يَجىءُ بهِ مِن الرُّؤيا المُبلْوَرَةِ
احترِسْ مِن هَرْطقاتِ الجاهلِينَ
! ألَا تَراهُمْ يَهرِفُونَ بكلِّ ما لا يَعرفونَ
يُفسِّرونَ ويَشْرحونَ
! ولا يَعُونَ حَقيقةَ النَّصِّ الذى يَتأوَّلُونَ
فلا تُصدِّقْهمْ
! غُموضُ النَّصِّ أَبقَى مِن حَواشيهِ المُفسِّرَةِ
اتَّفقْنا يا رفيقُ إذنْ
فما هُو خيْرُ وقتِكَ فى الكتابَةِ؟
: خيْرُ أَوقاتِى
إذا رئَةُ الحُروفِ تنفَّسَتْ
بينَ اللُّيونَةِ والصُّعوبَةِ أسْلَسَتْ
ومِن العَذابِ إلى العُذوبَةِ أسلَمَتْ
فتراقصَتْ فى النَّصِّ أطيافُ الدَّلالَةِ
! مِن وراءِ غُلالةِ الرَّمزِ المُشفَّرةِ
اقتربْتَ مِن الذى أدعُو إليهِ
فخيْرُ أوقاتِى انعِطافٌ لِلوصولِ
إذا استوَتْ كلُّ الحُلولِ معًا- إلى الحَلِّ البَديلِ
هُو انحِرافٌ بالقصيدِ عن السَّبيلِ
لكىْ تذوبَ مع الكتابَةِ
مُعطَياتُ الواقعِ المَبذولِ
! فى الصِّيَغِ المُحوَّرَةِ
اقتربتَ من الذى استحْبَبتُ
لكنْ كيفَ تَرْوِى ما كتبتَ؟
كمَا أتَى أَرْوِيهِ
كلَّا يا أخِى
فأنا إذا أَشفقْتُ أنْ يُرْوَى علىَّ
! رَدَدْتُهُ خلفَ التَّراقِى.. والحُنيْجِرَةِ
اختلَفْنا فى اتِّفاقٍ يا رَفيقُ
أنا اعترفْتُ الآنَ: أنتَ نحَتَّ مِن صخْرٍ
ففجَّرْتَ المَعِينَ لنا
! مِن اللُّغةِ المُحجَّرَةِ
اتَّفقْنا فى اختلافٍ
واعترفْتُ أنا بأنكَ يا رفيقُ الشِّعرِ
أنتَ غرفْتَ مِن نهْرٍ
فرطَّبْتَ الشَّفاهَ بِرشفَةٍ فى يومِ حَرٍّ
أنتَ كم أَرْويْتَنا.. فكأنَّ مِن خَمرٍ
وغيْرُكَ ظلَّ يمتَحُ بالدِّلاءِ لنا
! مِن التُّرَعِ المُعكَّرةِ
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية