تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
رصدت دراسة سياحية للأثري محمد عمران جيـــري محمد مدير إدارة السياحة برئاسة مركز ومدينة سيوة التراث المادي واللامادي المرتبط بهوية سيوة الثقافية.
وأشار محمد عمران جيرى، إلى أن واحة سيوة وتتبع محافظة مطروح من المناطق الضاربة بجذورها في عمق التاريخ، حيث تضم آثارًا من حقب تاريخية مختلفة من مرحلة ما قبل التاريخ مرورًا بالحضارة المصرية القديمة والعصور اليوناني والبطلمى والإسلامي.
والحديث يجسّده معبد وحى آمون الذى ذاع صيته في الآفاق ويسجل لنا التاريخ قصة هلاك جيش قمبيز الفارسي في رمال الصحراء عند توجهه لغزو المعبد عام 525 قبل الميلاد، ونجد رحلة الاسكندر المقدوني لسيوة في شتاء عام 331 قبل الميلاد ليتوج ابنًا لآمون.
ويوضح محمد عمران جيرى، أن قلعة شالي الأثرية تعد نموذجًا فريدا لعمارة الصحراء، حيث بنيت من مادة الكرشيف في القرن الثاني عشر الميلادي، وقطن بها أهل الواحة حتى عام 1926، ويجمع التراث بالواحة بين التراث المادي الحرف اليدوية والعمارة وغيرها من التراث الملموس والتراث اللامادي من الحكايات الشعبية والموسيقى والأمثال الشعبية والأدب الشعبي بمدلوله الواسع فهى زاخرة بفنون متفردة مستوحاه من بيئة الواحة.
ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للآثار لجنة التاريخ والآثار الضوء على ملامح الدراسة مشيرًا إلى متحف البيت السيوى حيث تم التفكير في إنشاء المتحف في نهاية ثمانينيات القرن الماضي بفكر أهالي الواحة وبدعم من الحكومة الكندية ليجمع تراث الواحة بين جنباته، حيث عمارة سيوة من الملح والطين التي يطلق عليها اسم الكرشيف، فعمارة سيوة الطينية عمارة ثرية وهناك محاولات تبذل من أجل استدامة البناء بالكرشيف وتعليم الأجيال الجديدة هذه الحرفة.
وقد تم بناء المتحف بنمط البيوت السيوية التقليدية باستخدام كتل الكرشيف مع الطينة وجذوع النخيل لبنائه، ويضم المتحف ملابس الفتاه والمرأة المطرزة بشكل يدوى والتي مازالت ترتديها الفتيات إلى يومنا هذا حيث تحرص الأمهات على حياكة الملابس لبناتهن في المناسبات خاصة ملابس العرس من الطرح والبنطلونات والفساتين المطرزة يدويًا وتحمل موتيفات الثقافة السيوية، ويتم في الوقت الحالى تطوير وتطويع ذلك بما يتواكب ومتطلبات المرحلة الحالية، كما نجد بالبيت السيوى الحلى الفضية حيث صناعة الفضة التى تعد من أهم الصناعات الحرفية بسيوة وتحمل أشكال معبرة عن بيئة الواحة .
وينوه الدكتور ريحان إلى شهرة سيوة بصناعة الفخار فقد استطاعت المرأة السيوية استثمار أنواع من الطين بالواحة لصناعة الأوانى الفخارية للاستخدام في حياتها اليومية فنجد أواني للمياه وأخرى للعجين والمبخرة وحفظ زيت الزيتون والاضاءة وصناعة التنور أو الفرن في البيوت السيوية إلى يومنا هذا.
وتشتهر الواحة بزراعة التمور واستخراج عصير من قلب النخلة يسمى اللاجبى وهو عصير عبارة عن عصارة النخلة ويشرب في الصباح الباكر ويستخرج من النخلة يوميًا حوالى 15 لتر لمدة شهر أو يزيد وهناك استدامة لحرفة اللاجاب وهو من يقوم باستخراج عصير النخلة، وكذلك زراعة الزيتون والنباتات الطبية والعطرية مثل النعناع والكركديه وعشب حشيشة الليمون والبردقوش وغيرها لذا نجد ضمن هوية وتراث سيوة أدوات الفلاحة لدى المزارع السيوى مثل الطورية والحجارة والمنجل.
ومن تراث الواحة نجد حرص الأسر على الاجتماع والاستماع الى الحكايات من خلال الجد والجدة فخصص السيوى غرفة في بيته اسماها الغرفة الشتوية ( اتغرفت نشتى ) في هذه الغرفة يتعلم الأبناء والأحفاد القيم والمبادئ والأخلاقيات، ومازال البيت بسيوة يصنع رغيف الخبز فنجد الطابونة بالبيت السيوى والكانون لطهى الطعام كل هذا يعبر عن هوية وتراث الواحة وثقافتها.
ومن منطلق استدامة الحرف التقليدية بالواحة أنشأت الدولة مركزًا للصناعات الحرفية وكذلك إنشاء مركز الصناعات الحرفية لتعليم الفتيات والسيدات حرف الخياطة والتطريز والفضة والكليم كما يعملن من أجل تسويق منتجات الواحة خاصة أنها كلها صناعات يدوية وتحمل تراث سيوة بألوانها المتفردة وموتيفاتها ومازال المركز يقوم بدوره في هذا الاطار ويتم العمل على تسويق المنتجات بالمعرض الدائم ومن خلال معارض كتراثنا وديارنا وغيرها ويحرص الزوار على زيارته والتسوق منه.
ومازالت الواحة تحافظ على جزء كبير من تراثها ولكن في ظل الحداثة والعولمة والانفتاح تصبح سيوة أمام تحد كبير فقد ظلت لعقود بعيدة عن الأضواء وأيضا من الناحية الجغرافية فهى تبعد حوالى 850 كم عن القاهرة ولكن في السنوات الأخيرة زادت الحركة السياحية بها وتم تمهيد الطرق الموصلة إليها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية