تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
حينها قال الكاتب في مقاله: "كنت أعلم وأنا أكتب مقالاتي الثلاث التي نشرتها مجلة الكواكب على التوالي وكانت بعنوان مأساة الصيف الثالث والبحث عن القمة ومن أجل القطاع العام لا ضد القطاع العام بأن ما تنطوي عليه من حملة الرأي لابد أن تغضب أناسا كثيرين ومنهم أصدقاء أعزاء".
ولم تقف أعذاري لهم حائلا دون رأي فيهم ولم يجئ غضبهم مني حائلا دون أعذاري لهم ومن هؤلاء الأعزاء الغاضبين؟
فريد الأطرش وكان من حقي أن أقول ما قلت، فإن من حقه أن يقول ما يشاء وقد قال ما يشاء في رسالة تلقينها منه وقرأتها مرتين ثم آثرت أن أرجع لفريد قبل نشرها لعله يرجع عنها، أو يتنازل عن حقه في نشر بعض ما جاء بها لا إشفاقا على نفسي فأنا لا أشفق على نفسي من شئ بدليل أنني نشرت كلمات أصدقاء فريد الأطرش الذي وصفوني بأنني غبي وحاقدا.
وتسود الصلة بين فنانين حبيين أعلم أنهما يقضيان معا أمسيات حلوة وهما محمد عبدالوهاب وفريد الأطرش، ولو نشرت رسالة فريد فلابد أن تحدث بينهما القطيعة ويكثر القيل والقال وتهب حملة طائشة بين معسكريهما وهي حملة ظهرت بواكيرها في صحف لبنان وعلي صفحات مجلة الشبكة التي كتب رئيس تحريرها مقالا موجها لي بعنوان عيب يا أستاذ.. ألمح فيه إلى أنني أقصد نصرة عبدالحليم حافظ على فريد الأطرش.
مع أنني لم أقل في يوم من الأيام أن عبدالحليم حافظ أحسن من فريد الأطرش ولكن الأطرش أصر على نشر رسالته بحذافيرها وأعرب عن استعداده لمواجهة المعركة فقال: عزيزي الشاعر الكبير صالح جودت إنني قرأت مقالك بعنوان البحث عن القمة وقبل أن أناقش ما جاء فيه حول مفهوم القمة عندك أبادر إلى شكرك على أنك لم تحتمل غضبي من مقالك الأول فأثرت الإيضاح في مقالك الثاني.
فقد جاء في مقالك الأول تعبير وقفت عنده بنفسك في مقالكً الثاني لتتساءل ماذا أغضبني منه قلت عني إنني موهبة كبيرة يكاد ينفرد بها المستقبل ولكن قلبه المهدد يحد من نشاطه ويحول دون ضخامة إنتاجه.. دعني أقول لك أن الذي أغضبني من هذه العبارة أنها إنكار لكل هذا الماضي الذي شقيت فيه وكسرت زهرة العمر كله والعدل أنه عند تقييم كل فنان ينبغي أن يوضع له كل رصيده ويوضع له ماضيه وحاضره لتأكيد المزيد من الخلق الفني فيه لا يعني إلغاء هذا الماضي لأنك تردف عبارتك الأولى بعبارة ثانيه وهذا معناه يا أخي صالح أنك تعلم بأنني مريض وأنً مرضي يهددني بالموت في لحظة لست أعلمها لأنني أعيش بربع قلب.
اسمه الحقيقي فريد فهد فرحان إسماعيل الأطرش ولد في 21 ابريل عام 1917 وقضى فريد الأطرش آخر أيامه في مستشفى الحايك بالعاصمة اللبنانية بيروت، وذلك بعد معاناة مع مرض القلب، وكان سبب وفاة فريد الأطرش هو تعرضه لذبحة صدرية بعد وفاة شقيقته أسمهان.
وبعد أن تعافى منها تعرض للإغماء المفاجئ وقت أن كان يعمل، ووقتها ظن الأطباء أن هذه ستكون النهاية. لكن فريد الأطرش حاول أن يقاوم، وفي نفس الليلة حاول دخول الحمام فسقط مرة أخرى، فتم نقله إلى المستشفى ونصحه الأطباء بالراحة حتى لا يتعرض قلبه لأزمات أخرى تودي بحياته، لكنه توفي في المستشفى بتاريخ 26 ديسمبر 1974، عن عمر 64 عاما.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية