لعل وعسى ينجح قانون تنظيم الفتوى الذى وافق عليه مجلس النواب مؤخرا فى التصدى لفوضى اصدار الفتاوى الشرعية وتحديد المختصين بمهام الافتاء.. فى الآونة الأخيرة اختلط الحابل بالنابل فى المسائل الدينية والقضايا الفقهية حتى بين أصحاب الفكر ورجال الدين أنفسهم..

وأصبحت أبواب الافتاء مفتوحة على مصراعيها أمام كل من هب ودب للإدلاء برأيه حتى ولو كان مخالفا للشرع والدين من خلال الفضائيات ، بل أصبح الافتاء والخوض فى القضايا الدينية متاحا ومباحا من خلال مواقع التواصل الاجتماعى وقنوات اليوتيوب التى يمتلكها أصحاب الفكر المتطرف !!

بل إن بعضهم وصل به الأمر إلى الطعن فى آيات الذكر الحكيم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وتكفل سبحانه وتعالى بحفظه..

ولا شك أن مثل هذه القنوات التى تتستر تحت عباءة الدين تسعى لإثارة البلبلة والفتن بين صفوف البسطاء وهو ما يندرج تحت باب الفكر المتطرف الذى يسعى إلى التكفير بالقيم والمبادئ التى استقرت فى وجدان المجتمع..

والمتابع لمثل هذه القنوات حتى من باب حب الاستطلاع يرى العجب العجاب من فقه وفتاوى تتعارض مع صحيح الدين والسنة النبوية المطهرة التى دعت المسلم أن يستفتى قلبه اذا اختلط عليه أمرا..

أن باب الاجتهاد مفتوح فى مجال التفسير بحيث لا يتعارض مع صحيح الدين ، أما الفتوى فلها أصحابها من أهل الذكر فى حال عدم العلم بها.. وهم كما حددها القانون لجان الفتوى بوزارة الأوقاف وفقا للشروط والضوابط التى تحددها هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف والله الموفق.