تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
يشهد ميناء طابا الجديد نقلة استراتيجية تعزز مكانة مصر كمركز لوجستي واقتصادي عالمي، حيث يُعتبر المشروع خطوة كبرى نحو تعزيز الأمن القومي، ودعم التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص استثمارية وسياحية واعدة، ويؤكد الخبراء، أن الميناء الجديد سيكون بمثابة "قناة سويس جديدة" تسهم في تعزيز حركة التجارة والنقل بين القارات، خاصة مع موقعه الجغرافي المتميز على خليج العقبة.
تعزيز الأمن القومي واللوجستيات
أكد اللواء أركان حرب دكتور محمد الشهاوي، رئيس أركان الحرب الكيماوية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن ميناء طابا يمثل إضافة استراتيجية لأمن مصر القومي في ظل التوترات الإقليمية، وأشار إلى أن الميناء سيعزز اللوجستيات العالمية، خاصة مع اتصاله بخط سكة حديد يربط بين طابا والبحر المتوسط، مما يجعله نقطة محورية في حركة التجارة الدولية.
وأضاف د. الشهاوي أن الميناء سيسد الفجوة الناتجة عن الممرات التجارية المخطط لها بين الإمارات والأردن وإسرائيل عبر ميناء حيفا، مما يعزز من مكانة مصر كمركز تجاري إقليمي، كما سيسهم الميناء في تنشيط الاقتصاد الوطني من خلال جذب الاستثمارات في مجالات النقل البحري، واللوجستيات، والسياحة، والتجارة الخارجية.
تكامل مع الموانئ المصرية
من جانبه، أكد اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي، أن ميناء طابا سيكمل منظومة الموانئ المصرية، مثل ميناء العريش، مما يسهم في تخفيف الضغط على الموانئ الأخرى في البحر المتوسط، وأشار إلى أن الميناء سيكون وجهة رئيسية لدول شرق آسيا في نقل البضائع، خاصة مع إمكانية نقل الحاويات عبر خطوط السكك الحديدية إلى موانئ البحر المتوسط.
وأضاف فرج أن سعة الميناء ستكون وفقاً للمواصفات العالمية، ومماثلة لميناء شرق بورسعيد، مع إمكانية التوسع بفضل الظهير الصحراوي الكبير، مما يجعله منافسًا قويًا للموانئ العالمية مثل ميناء شانغهاي.
مقومات إنشاء الميناء
أوضح الدكتور حمدي برغوث، خبير النقل الدولي، أن إنشاء ميناء طابا يأتي في إطار استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز دور مصر في التجارة الدولية، وأشار إلى أن الميناء سيتمتع بموقع استراتيجي فريد، حيث يربط بين الأردن والسعودية وإسرائيل، مما يجعله نقطة التقاء تجارية وسياحية مهمة.
وأضاف د. برغوث أن الميناء سيضم مرافق متكاملة، بما في ذلك مناطق انتظار السفن، وأرصفة متخصصة، ومناطق تخزين، وخدمات لوجستية متقدمة، كما سيتم ربط الميناء بشبكة طرق وسكك حديدية تسهل نقل البضائع إلى مختلف أنحاء مصر.
وذكر د. برغوث أنه منذ ثلاثين عاماً كانت فكرة الربط تتمحور حول إنشاء كوبري بين مصر والسعودية، بالإضافة إلى خط السكة الحديد الذي يربط من جنوب افريقيا إلى إنجلترا، ليعبر قناة السويس، ويصل إلى معبر رفح المصرية ورفح الفلسطينية، ثم الحجاز ومكة واللاذقية ثم اسطنبول ثم قطار الشرق السريع إلى إنجلترا.
ووفقاً لـ د. برغوث فإن ميناء طابا سيتكون من:
منطقة انتظار السفن: تقع خارج الميناء لتنظيم دخول وخروج السفن، وتبلغ تكلفة إنشائها تصل إلى 100 مليون جنيه بسبب عمليات الردم في البحر.
مدخل الميناء: مصمم لحماية الميناء من الأمواج العالية باستخدام كسارات الأمواج (Wave Breaker)، بحيث يمنع دخول الأمواج القوية إلى الميناء.
منطقة المناورة: والتي تسمح للسفن بالتحرك والعودة بعد الانتهاء من العمليات، ويبلغ قطرها ضعف طول أكبر سفينتين تدخل الميناء.
معدات المناولة: وتشمل معدات التحميل والتفريغ للسفن، والتي سيتم تركيبها بعد الانتهاء من بناء الأرصفة.
مناطق التخزين: وتعتمد على نوع البضائع (جافة أو سائلة)، وتشمل ساحات للحاويات (صادر/وارد/ترانزيت)، ومخازن مغلقة ومفتوحة، ومظلات، وثلاجات، وفي حالة البضائع البترولية، يتم استخدام صهاريج تخزين (Tanks).
ظهير الميناء: يتم دراسة هندسة القيمة وطرح بدائل متعددة لتحديد الحل الأمثل من حيث التكلفة والزمن، بحيث يتم تصميم الميناء ليتناسب مع الطبيعة الجبلية للمنطقة.
شبكة الطرق والسكك الحديدية: يتم إنشاء شبكة طرق وسكك حديدية لتسهيل نقل البضائع من وإلى الميناء.
المباني الإدارية: وتشمل المبنى الرئيسي لهيئة الميناء، ومبنى الجمارك، ومناطق لرجال الأعمال، وورش صيانة المعدات، وجراجات للمعدات الثقيلة، وتصل تكلفة هذه المباني إلى عشرات الملايين من الجنيهات.
منطقة الخدمات اللوجستية: تشمل هذه المنطقة تجهيز وتغليف البضائع، وإعادة التصدير، وتجهيز المستندات، وتوزيع البضائع، كما تتضمن أيضًا سيارات ومناطق انتظار داخل الميناء، ويتمتع الميناء بموقع بحري مفتوح، مما يتيح فرصًا كبيرة للتوسع في المستقبل.
عوائد اقتصادية بالمليارات
توقع الدكتور وليد مدبولي، خبير التخطيط وإدارة المشروعات، أن يحقق ميناء طابا عوائد اقتصادية ضخمة، حيث سيسهم في جذب استثمارات محلية ودولية، وتعزيز السياحة، وخلق فرص عمل جديدة. وأشار إلى أن الميناء سيعزز من قدرة مصر التنافسية في تجارة الترانزيت بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، مما يعزز مكانتها كمركز لوجستي إقليمي.
وأضاف د. مدبولي أن المشروع سيسهم في زيادة الإيرادات السياحية من الرحلات البحرية، خاصة مع قربه من المناطق السياحية مثل طابا ونويبع وشرم الشيخ، كما سيعزز من الصناعات المحلية، خاصة في مجال التعدين، حيث تتمتع سيناء بموارد طبيعية غنية مثل الرمل الأصفر والجبس والمنجنيز.
جغرافيا الميناء وطبيعته
أشار الدكتور عمر محمد علي، أستاذ الجغرافيا البشرية بجامعة حلوان، إلى أن ميناء طابا يقع في موقع استراتيجي على خليج العقبة، مما يجعله نقطة التقاء بين ثلاث قارات: آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وأضاف أن الميناء سيتمتع بمرافق متطورة، بما في ذلك كسارات الأمواج، ومناطق المناورة، ومعدات المناولة المتقدمة.
ويُعتبر ميناء طابا الجديد مشروعًا استراتيجيًا يعكس رؤية مصر لتعزيز مكانتها كمركز تجاري ولوجستي عالمي. مع التخطيط الدقيق والتنفيذ الجيد، يمكن أن يصبح الميناء أحد أهم المشاريع الاقتصادية في المنطقة، مما يعزز من مكانة مصر كبوابة تجارية بين القارات.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية