تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : صيف 2024 الأكثر حرارة.. أسباب تقلص العمر الافتراضي للأجهزة الكهربائية
source icon

سبوت

.

صيف 2024 الأكثر حرارة.. أسباب تقلص العمر الافتراضي للأجهزة الكهربائية 

كتب:محمود جودة

كنت في غفوة قصيرة، قبل أن أسمع صرخة شقيقتي، وأهرع إليها مسرعا أستطلع الأمر، ثواني قليلة قبل أن أصل إليها في المطبخ، ورغم ضآلة الفترة الزمنية إلا أنه دار في مخيلتي العديد من السيناريوهات المؤسفة، التي لم يكن من بينها سبب الصرخة الذي كان انقطاع الكهرباء ثم عودتها في نفس الوقت ما تسبب في اهتزاز الثلاجة وتوقفها عن العمل .

تسمرت في مكاني للحظات، وأنا أضع يدي على وجهي في محاولة لاستعادة ثباتي الانفعالي، ورحت أتمتم بدعوات الحمد والشكر لله أن كل من في المنزل بخير لم يصب أي منهم بأذى، قبل أن أهدئ من شقيقتي وأخبرها أنني سأتصل بمركز الصيانة للحضور والكشف عن الثلاجة المتسببة في هذا الهلع.

أزمة التشغيل المستمر

وتتضاعف أعطال الأجهزة الكهربائية، خاصة المراوح والمبردات والتكييفات والثلاجات، للزيادة في استخدامها بشكل عشوائي لدى بعض المستهلكين، لكن ما زاد الطين بلة هذا الصيف، هو انقطاع التيار الكهربائي في بعض الأحيان لتخفيف الأحمال، ثم عودته بترددات أعلى أو أقل من الطبيعي، ما يتسبب في إتلاف بعض مواتير ومكونات تلك الأجهزة، كما أوضح أحمد مصطفى، فني صيانة أجهزة كهربائية، قبل أن يحذر من تشغيل الأجهزة الكهربائية كالمراوح والتكييفات، لأوقات طويلة متصلة في فصل الصيف، ومحاولة فصل الأجهزة الأخرى الت تعمل طوال اليوم كالثلاجات والسخانات والديب فريزر والتليفزيونات،  بعض الوقت خلال اليوم.
وهناك أجهزة تحتوي على قطع حماية ضمن مكوناتها، تفصل عنها التيار الكهربي في حال تردده ارتفاعا أو انخفاضا، بحسب "مصطفى"، ولكن الأغلبية لا توجد بها أنظمة حماية، وهي ما يملكه أغلب الفئات الشعبية.

أسعار قطع الغيار

وتختلف أسعار قطع الغيار حسب نوعية وموديل الجهاز الكهربائي، فأقل ثلاجة أو فريزر يتم صيانتها وتصليح موتورها تكلف 4 ألاف جنيها، ويرتفع إلى 7 آلاف جنيها في حالة قطع الغيار الأفضل، وهي تكلفة مرتفعة للغاية، بحسب فني الصيانة، وتتراوح أسعار موتور الثلاجة "انفرتر" الموفرة للكهرباء من 5 إلى 8 آلاف جنيها، وجميعها قطع غيار صينية، على الرغم من ندرة المنتج الصيني الصنع، في السوق المصري .
ويتضاعف سعر قطعة الغيار من التوكيل 3 و 4 مرات، عن مثيلاتها في السوق، والحديث مازال لـ أحمد مصطفى،  وتصل سعر "كارت الكهرباء" في الشركة من 10 إلى 12 ألف جنيها، تمثل 25% من سعر المنتج الكامل، وهو ما دفع فنيَي الصيانة إلى ابتكار قطعة غيار بديلة، تلك القطعة مكونة من عدة أجزاء تكلفتها تتراوح بين 800 و 1800 جنيها، وفي حال تلفها يتم التخلص من الجزء التالف من القطعة الأم، واستبداله بآخر جديد يصل تكلفته في حدود 150 أو 200 جنيها في المتوسط.
 
العمر الافتراضي

وأشار فني تصليح الأجهزة الكهربائية، إلى أن المروحة ذات الماركة الجيدة، طبقا لكفاءتها تعمل من 6 إلى 7 ساعات متفرقة يوما، ولكن الواقع هو أنه يتم تشغيلها طوال الليل والنهار، مما يقصر من عمرها الافتراضي، مشيرا إلى أن السرعات العالية تمنح المروحة عمرا افتراضيا أطول، لأن السرعة الأقل تخنق الموتور، وتتراوح الأعمار الافتراضية للمراوح في السوق بين عام و 5 أعوام حسب اسم المنتج، بينما تصل الأعمار الافتراضية للأجهزة الكهربائية المستديمة والأساسية كالثلاجات والفريزر إلى 10 سنوات، وفي كل الأحوال فإن سوء الاستخدام يعرض الجهاز للتلف.
وتعتبر 8 ساعات فترة مثلى لتشغيل شاشات التليفزيون يوميا، فعمر المنتج القوي 36 ألف ساعة، يمكن أن تستهلك في 10 سنوات أو 20 عاما أو غيرها.

تراجع الأسعار

ويشهد الصيف الحالي، تراجعا ملحوظا في أسعار الأجهزة الكهربائية منذ مايو الماضي، تراوحت بين 10 و 30%، بحسب جورج زكريا رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية، فمثلا الثلاجة التي كان متوسط سعرها 28 ألف جنيه، تراجع إلى 24 ألفا، وهي نسب انخفاض واقعية ظهرت بعد انتهاء أزمة نقص العملة الأجنبية، وكان الانخفاض تدريجي وليس مفاجئا، وذلك في الأجهزة الرئيسية مثل الثلاجات والغسالات والبوتاجازات، وكذلك الأجهزة الخفيفة مثل الكيتشن ماشين، والإير فراير، والأفران، وغيرها.

أما أسعار التكييفات والمبردات والمراوح فظلت ثابتة حتى تاريخ 25 يونيو، والحديث مازال لـ"زكريا"، قبل أن يستطرد: "ونظرا لارتفاع درجات الحرارة في موجات متتالية، حدث هجوم شديد على شراء هذه الأجهزة، وبدأت ترتفع الأسعار بنسبة 10% مطبقة قانون السوق في العرض والطلب، ووصل متوسط سعر المروحة 2200 جنيها بدلا من 2000 جنيه، ومبردات الهواء أصبحت 4400 جنيه بدلا من 4000 سابقا، والتكييفات شهدت ارتفاعا أيضا من 30 إلى 33 ألف جنيه لفئة 1.5 حصان.

وأشار إلى أن الوقت الحالي يشهد عجزا شديدا في المعروض من أجهزة التكييف مقارنة بالطلب، موضحا أن هناك شركات التزمت بعروضها، ولكن لا توجد لديها كميات كافية من الأجهزة.

الصناعة المحلية

وبحسب رئيس شعبة تجارة الأجهزة الكهربائية، تراجعت حركة البيع والشراء العام الجاري 2024 عن العام الماضي 2023 بنسبة 25%، في مثل هذا الوقت، حيث أن العام الماضي شهد حالة من الهلع والشراء بشكل مبالغ فيه، حتى في حالة عدم الحاجة للجهاز فعليا، وكانت الأسر التي تجهز أولادها للزواج، تشتري الأجهزة وتحتفظ بها حتى لو كان العرس بعد عامين أو ثلاث، وبالتالي تركزت نسبة من المشتريات حتى عام 2026 في صيف 2023، وهو ما فسر تراجع البيع في 2024.

ورأى أن حجم المبيعات تجاوز المتوقع، بسبب توافد أعداد كبيرة من الأشقاء العرب الفارين من أوضاع سياسية بعينها إلى مصر، احتاجوا لشراء أجهزة كهربائية لتجهيز الوحدات السكنية التي يقيمون بها، مؤكدا أن صناعة الأجهزة الكهربائية في مصر، يخلق منتج عالي الجودة، إذ يتم استيراد مستلزمات الإنتاج بنسبة 75% من دول شرق أسيا، وعلى رأسها الصين وتايلاند وسنغافورة وكوريا، وباقي المستلزمات نستوردها من أوروبا، ويتم تجميعها وتقفيلها محليا، وتنافس مصر عالميا في هذه الصناعات، وتصدر منتجاتها إلى الدول العربية والشرق الأوسط وأفريقيا منتجات عالية الجودة.

نصائح حماية

وقدم جورج زكريا، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية، "روشتة" لحماية الأجهزة الكهربائية، تضمنت فصل لوحة الكهرباء العمومي عن الوحدة السكنية أو المنشأة عموما، ثم فصل كافة الخطوط الفرعية، وبعد عودة التيار الكهربي، يتم إعادة تشغيل "الأزرار" واحدا تلو الآخر، مع الانتظار من نصف دقيقة إلى دقيقة كاملة بين كل "زر" والتالي له، لعدم إعادة التيار كامل للوحدة أو المنشأة مرة واحدة، حيث سيتسبب في توجيه كل الأحمال مرة واحدة، وبالتالي في حالة انخفاض أو ارتفاع التردد عن الطبيعي، سوف تتضرر كافة الأجهزة مرة واحدة، لأن طبيعة الأجهزة عند التشغيل تسحب فولت أمبير أعلى من الطبيعي، ثم تهبط للتردد الطبيعي لاستهلاكها بعد ثواني.

الإجراء الثاني لحماية الأجهزة الكهربائية، بحسب "زكريا"، شراء جهاز حماية من مخاطر انقطاع التيار الكهربائي، ويعمل على إحداث توازن في التيار، ففي حالة كونه أعلى أو أقل فإنه لا يوصل الكهرباء ويفصل فورا، ويعيدها مرة أخرى بعد ضبط التردد الكهربي، وهو عامل أمان للأجهزة، ويكون مناسبا لكافة الأحمال بالوحدة السكنية أو المنشأة، ويتم تركيبه بعد عداد الكهرباء وقبل لوحة المفاتيح، مختتما: "أما ثالث إجراء في روشتة الوقاية، فهو ضرورة الترشيد في استخدام الطاقة، توفيرا للهدر في الاستهلاك، والفاتورة أيضا".

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية