تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : حفائر خاصة لموشيه ديان.. آثار سيناء تحت طائلة النهب الإسرائيلي
source icon

سبوت

.

حفائر خاصة لموشيه ديان.. آثار سيناء تحت طائلة النهب الإسرائيلي

كتب:محمود درغام

42 عامًا مرت على تحرير أرض سيناء، من الاحتلال الإسرائيلي الذي جثم على صدرها قرابة الـ 15 سنة، خاضت مصر خلالها معارك عسكرية و دبلوماسية ضارية، حُسمت بنجاح الدولة المصرية،  في فرض سيادتها على كافة ترابها الوطني.

 و قد عانت سيناء طوال سنوات الإحتلال من محاولات التهويد و إستنزاف و سرقة الموارد الطبيعية و التراثية، حيث قام الإحتلال الإسرائيلي بتدمير و نهب عدد من مواقعه الآثرية  

سرقات خاصة لموشيه ديان
ومن غير معروف بالتحديد عدد القطع الآثرية التي سُرقت من سيناء أثناء فترة الاحتلال الإسرائيلي، كما أكد د . عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ و الآثار بالمجلس الأعلى للثقافة و رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، قبل أن يتابع: فهناك أعمال تنقيب و حفر كثيرة و واسعة النطاق تمت خلال تلك الفترة لا يُعرف عنها شيء.

 فبعد أسابيع من احتلال سيناء عام 1967م، والحديث مازال للدكتور ريحان، عملت إسرائيل، و بالمخالفة للمادة الرابعة من إتفاقية "لاهاي 1954 م" و التي تُجرم سرقة و تبديد و تخريب الممتلكات الثقافية  أيًا كانت في أراضي أي طرف متعاقد، في 35 موقع آثري منها قلعة " الطينة " بشمال سيناء كما قامت جامعة "بن جوريون" بالعمل فى المنطقة الممتدة من القنطرة شرق، وحتى "رفح المصرية"،  بطول 160كم وعرض 30 كم، حيث كانت بعض البعثات تعلن عن إكتشافاتها بالنشر العلمى و البعض الآخر كان يتم خلسة من قبل بعض الجنود لحسابهم الشخصي، بالإضافة للحفائر الخاصة بوزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق "موشيه ديان " و التى كانت تُجرى خصيصاً له لإختيار ما يعجبه من آثار ليضمها إلى مجموعته .  

 و كشف" شروش موك " الصحفي الإسرائيلي بجريدة " كول هائير"، كما سرد د. ريحان،  عن صور التقطت لواقعة سرقة الأعمدة الحجرية بمعبد "سرابيت الخادم "، بالإضافة إلى 35 تابوت حجرى فريد وتماثيل للمعبودة " حتحور " إلى جانب سرقة 120 لوحة أثرية وعدد 15 قطعة أخرى من المعبد نفسه محفوظة بمتحف " بن جوريون "، كما سرقت " إسرائيل " آثاراً مهمة من " جبل موسى" تعود لعصور ما قبل التاريخ والعديد من القطع الفخارية والعملات من العصر الإسلامى من قلعة " نخل " بطريق الحج بوسط سيناء .

الآشعة فوق البنفسجية لمسح سيناء
و أشار رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استعان بالآشعة فوق البنفسجية لمسح سيناء بأكملها، بالاشتراك مع أكثر من 13 جامعة ومعهد آثار عالمى منها جامعة "بن جوريون" و معهد آثار جامعة " تل أبيب" و " الجامعة العبرية " و متاحف " هاآرتس " و " تل أبيب "، ونهبوا 40 منطقة و 13 موقعا أثرياً،  حيث كانت الطائرات تخرج خمس مرات يوميًا لنقل الآثار من سيناء، مشيرا إلى أن الإسرائيليين سرقوا 6 توابيت نادرة من منطقة "البردويل"، و3 تماثيل من تل " الفضة "، معروضة بمتحف "هاآرتس" ، إضافة إلى 11 قطعة فرعونية وتمثال نادر لحتحور بمتحف سيدنى بأستراليا وجميع متعلقات كنيسة الفلوسيات بشمال سيناء من لوحات رخامية وبلاطات وأوانى فخارية ومسارج ولوحات يونانية .

كما سرقوا عشرات التوابيت من إحدى المقابر التي تعود للعصرين اليونانى والرومانى بمنطقة " تل الكنائس " بشمال سيناء، والرواية مازالت للدكتور ريحان، منها 6 توابيت كانت مُتداولة فى محلات بيع الأنتيكات في إسرائيل و 104 لوحة أثرية من معبد " سرابيت الخادم " و 11 قطعة بمتحف " سيدني " بأستراليا، ورؤوس سهام وعملات وتمائم عين حورس وفناجين وأوانى ولوحات من منطقة " تل الحير " موجودة بجامعة " بن جوريون "، وأوانى وعملات أثرية من منطقتى " الشيخ عواد " و قطع برونزية وجعارين ولوحة أثرية من " قصرويت " و " تل الحير " و " بئر العبد " و بحيرة " البردويل " و " الخروبة " و عدد ثلاثة تماثيل من " تل الفضة " بمتحف  " هاآرتس " .

المُدافع عن الحضارة المصرية شاهد عيان
وأكد ريحان، أنه كان شاهد عيان على مُعاينة موقع "الفُرضة البحرية" بمدينة "دهب" بمحافظة جنوب سيناء عام 1989 م، حيث رأى مجسات في كل الموقع بالإضافة لوجود كتلة أسمنتية ضخمة علم بعد ذلك من أهل سيناء أنها بقايا نُصب وضعها الإسرائيليون و سجلوا عليه أسماء قتلاهم الذين سقطوا خلال العدوان الثلاثي عام 1956 م، الأمر الذي يُعد تشويهًا و تعديًا على الموقع في أهم جزء منه و هو الوسط الذي كان يضم الفنار و محرقة الأخشاب، و قد سُجل موقع " الفُرضة البحرية " في سجلات الآثار بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 820 بتاريخ 27/ 3/ 2008 م .

و تقع على بُعد 30 كم شرق مدينة " الفرما " منطقة أثرية، كانت مُستقر قبائل "عرب الحويطات" و هم من " أحفاد " الأنباط " الذين خرجوا من الجزيرة العربية و استقروا في سيناء منذ آلاف السنين، و قد قامت بعثة آثار جامعة " بن جوريون " خلال عامي 1975 – 1976 بأعمال حفائر كشفت عن مركز دينى وتجارى يحوى معبدين وسوق تجارى للأنباط، و قد نهبت إسرائيل من هذا الموقع ما نهبت و نقلته إلى " تل أبيب " .

و المعبدان اللذان اكتشافا يعودان للقرن الأول قبل الميلاد، و أولهما المعبد الغربي و هو الأقدم و يتميز بسماته المصرية،  أما الثاني و هو المعبد المركزي الذي يحمل الكثير من ملامح العمارة الدينية للأنباط التي وُجِدت في مواقع نبطية في سوريا  والأردن  .

سرقة رفات رهبان وادي فيران
و أكد د . عبد الرحيم ريحان أن الاحتلال الإسرائيلي، سرق مقابر "وادي فيران" الأثرية، ففي عام 1978، بعد أن قامت البعثة الآثرية الإسرائيلية التابعة لجامعة " تل أبيب " برئاسة " أفينير جورين " بمسح آثري لـ 1166 مقبرة بالمنطقة، و هي مقابر فردية وعائلية لرهبان و مدنيين عاشوا في تلك المدينة، مستطردا:  فقام الإسرائيليون بأخذ اللُقى الآثرية التي عثروا عليها من صلبان و أساور، كما سرقوا رفات عدد من الرهبان حيث قام فريق متخصص في علم " الأنثروبوبوجيا " بدراسة عدد 72 رفات في محاولة لإثبات غير مصرية من سكنوا هذه المدينة بل و سيناء عامة .  

قامت بعثة جامعة " بن جوريون " خلال مواسم حفائر ديسمبر 1976 و إبريل 1977 و ديسمبر 1977 بالعمل في مدينة " الفلوسيات " أو " أوستراكين " البيزنطية و هي كانت من المناطق العامرة بالكنائس خلال العصر المسيحي، و قد نهبت البعثة الموقع بكل ما كان فيه من فسيفساء و أيقونات و ذخائر و مخطوطات كنسية، و أيضًا " تل مخزن " بالقرب من مدينة " الفرما " شمال سيناء حيث قام الجيش الإسرائيلي بتدمير الموقع و سرقة محتوياته.

 وتحدث ريحان،  عن أن الإسرائيليين حاولوا نسب طريق الحج المسيحي لليهود فبالرغم من قيام عدد من علماء اليهود بزيارة الطريق حيث قاموا بتصوير400 نقش بين نبطي و يوناني و آرامي و قبطي،  إلا أن عالم الآثار الإسرائيلي "آفينير نجف" قال إن هذا الطريق كان للحجاج اليهود، و قام جنود الإحتلال الإسرائيلي بحفر بعض الرموز على طول الطريق مثل شمعدان " المينورا " لإثبات أحقيتهم فيه.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية