تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : التريبوفوبيا.. مرض الخوف من لعبة "بابلز"!
source icon

سبوت

.

التريبوفوبيا.. مرض الخوف من لعبة "بابلز"!

كتب:هبة عبد السلام

نجتمع يوم الخميس من كل أسبوع، أنا وإخوتي في منزل العائلة، حيث يلتقي أولادنا ويستمتعون بوقتهم بين أحضان الجد والجدة .. وفي هذا اليوم من كل أسبوع أحضر لأبناء العائلة، بعض الحلوى والتسالي،  ليستمتعوا بها ولكنني قررت هذه المرة أن استبدل عادتي بلعبة "البابلز" خاصه أنني رأيت إقبالا عليها في محل الألعاب من الأطفال.

وعندما وصلت بيت العائلة تجمع حولي أبناء إخوتي الذين فرحوا جداً بهذه اللعبة باستثناء ابنة أختي "لميس" ذات الـ 8 سنوات،  التي ارتسم على وجهها ملامح الاشمئزاز والضيق فور أن رأت اللعبة، في البداية اعتقدت أنها كانت تنتظر لعبة أخرى، ولكنني عندما سألتها لماذا انتي عابسة ؟ قالت : "لا أحب هذه اللعبة"،  ..  فقلت لها: "ولكنها جميلة !.. والأطفال يحبونها" ، فقالت: "إلا أنا" ، وتركتني وذهبت.

فوبيا النخاريب

  لم ألق للموضوع بالا، وأخذ الأطفال يلعبون باللعبة، وهم يستمتعون باستثناء "لميس" التي كانت تراقبهم من بعيد، وعندما ألححت عليها أن تلعب باللعبة مثلهم ، أخذتها خجلا مني،  لكنها كانت متوترة وعصبية .
 
الحقيقة أن هذا الأمر شغلني وتعجبت ردة فعلها، ولكن لأجد إجابات لهذه التصرفات كان لابد لي من استشارة الخبراء في هذا المجال، فقمت بالاتصال بصديقتي الدكتورة مي معوض الطبيبة النفسية وخبير الاستشارات الاسرية .. وسردت عليها ما حدث،  وفوجئت بردها عندما قالت: "هذه الفتاه تعاني من التريبوفوبيا".

عندما رأت دهشتي واصلت الدكتورة مي: "إنها فوبيا الثقوب ومعروفة أيضًا باسم "فوبيا النخاريب"،  وهي شعور بعدم الارتياح أو الخوف الشديد عند رؤية مجموعة من الثقوب أو الدوائر المتقاربة جدًا من بعضها، كما في ثمرة الفراولة أو خلية النحل، وهي عبارة عن مشاعر الخوف والقلق أو النفور والاشمئزاز".

رد الفعل

وأضافت: " وقد يعاني الشخص من رد فعل عاطفي وجسدي قوي عند التعرض لمؤثرات معينة، مثل رؤية صور أو نمط معين على هيئة نقاط أو ثقوب صغيرة متراصة، وقد تزداد شدة رد الفعل كلما زادت مجموعة الدوائر المتقاربة".

استوقفتها متسائلة : "ولكنني لأول مرة أسمع بهذا المرض فهل فوبيا الثقوب رهاب حقيقي ؟" فقالت : في الحقيقة يستخدم مصطلح فوبيا الثقوب منذ عام 2005، وما زالت الدراسات المتعلقة به محدودة، وكذلك الفرضيات حول هذا النوع من الرهاب. ويفترض بعض الخبراء أن رهاب النخاريب هو حالة أقرب للاشمئزاز والنفور وليس الخوف" .

3 نظريات للفوبيا

وأشارت الدكتورة مي، إلى أن هناك ثلاث نظريات لهذا المرض، الأولى، أن الشعور بالخوف من النخاريب، يرتبط بالخوف في اللاوعي من الحيوانات الخطيرة التي تمتلك مظهرًا مشابهًا للأنماط المليئة بالثقوب، مثل ربط خلية النحل ذات الثقوب المتعددة بالنحل أو أفعى الجرس التي تمتلك نمطًا مشابهًا، متابعة: "أما النظرية الثانية، فتفترض أن التوتر والقلق الذي يعاني منه البعض عند مشاهدة صور أو أشياء تشبه النخاريب قد يكون مرتبطًا بالخوف من أنواع من الطفيليات أو الجراثيم التي تسبب أمراضًا معدية تؤدي إلى ظهور علامات جلدية تشبه في مظهرها الثقوب أو النخاريب كما هو الحال في الجدري والحصبة.

وواصلت، أن النظرية الثالثة،  تميل إلى تفسير فوبيا الثقوب بأنها مرتبطة بالخصائص البصرية للثقوب أو خصائص كتلة النخاريب ذاتها، وليس نتاج الخوف في اللاوعي من الحيوانات التي تشبه النخاريب في شكلها الخارجي أو بسبب الخوف من الأمراض والجراثيم.

خطورة المرض

هنا سكتت لتاخذ أنفاسها ؟ فانتهزت الفرصة لأسألها: "هل هذا المرض خطير ؟" فأجابت: "في حالاته الأولي لا ، ولكن المشكلة أنه قد يؤدي إلى أمراض أخرى كالوسواس القهري أو مرض ثنائي القطب وكذلك فإن الأشخاص المصابين بفوبيا الثقوب أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أو اضطراب القلق عوامل خطر الإصابة بفوبيا الثقوب، وللعلم أن رهاب النخاريب أكثر شيوعًا عند النساء منه عند الرجال، كما أن العامل الوراثي قد يلعب دورًا للإصابة بهذا النوع من الفوبيا"

فقاطعتها متسائلة: "وما هي أعراض فوبيا الثقوب؟" فقالت: "كثيرة وتختلف من شخص لآخر ولكن أشهرها، الصراخ ، الشعور بالخوف والقلق ،الشعور بالنفور والاشمئزاز ، التعرق ، القشعريرة ، الانزعاج البصري كإجهاد العين، وتشوه الرؤية، والاهتزاز أو ارتجاف الجسم ، ونوبات الهلع ، والغثيان ، والحكة" .

رُهاب غير مصنف

سألت الدكتورة مي مجددا: "كيف يتم تشخيص فوبيا الثقوب؟"، فقالت: "لا يمكن تشخيص فوبيا الثقوب بشكل قاطع، لأنه حتى الآن غير مصنف بشكل رسمي في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية التابع لجمعية الأطباء النفسيين الأمريكية، ولكن قد يلجأ الأطباء إلى الإجراءات التالية المستخدمة في تشخيص أي نوع من الرُهاب ومنها الاستفسار عن الأعراض التي يلاحظها المريض بعد تعرضه لأحد المؤثرات والعوامل المحفزة، وكيفية تأثيرها على الحياة اليومية ومراجعة سيرة المريض الطبية، والنفسية، والاجتماعية، والعوامل الوراثية، ومن ثم فلا يوجد علاج محدد لرُهاب النخاريب ، لذلك يتم التعامل مع فوبيا الثقوب وعلاجها أو السيطرة على أعراضها باتباع طرق علاج الرُهاب بشكل عام"
 
وأشارت الدكتورة مي، إلى أن العلاج بالتعرض يعتبر من أكثر العلاجات فعالية في علاج الرها، و يتمركز حول تغيير رد فعل المصاب تجاه ما يسبب له الخوف من خلال تعريضه لمسبب الخوف بشكل تدريجي حتى تتحسن أعراض المصاب مع مرور الوقت،  موضحة أن هناك طرق علاجية أخرى مستخدمة لعلاج الرهاب بشكل عام،  ومن الممكن استخدامها في علاج فوبيا الثقوب،  ويمكن أن تكون هذه الاستراتيجية فعالة لبعض الأشخاص وغير فعالة للبعض الآخر، إذ لها معدلات نجاح مختلفة في علاج الفوبيا من الثقوب.

إرشادات العلاج

وقالت إن هناك إرشادات عامة للمساعدة الذاتية لعلاج الرُهاب كاتباع أسلوب حياة صحي، بما في ذلك ممارسة الرياضة بانتظا،  وممارسة التأمل، وتمارين الاسترخاء التي تساعد على التقليل من التوتر، مثل اليوجا والتنفس العميق، والحرص على أخذ قسط كاف من النوم وتناول نظام غذائي صحي ومتوازن، وتجنب الكافيين أو مواد منشطة أخرى قد تزيد من القلق أو التوتر.

وأضافت الاستشاري الأسري، أن التواصل مع الأصدقاء أو الأشخاص الذين يعانون من نفس المشكلة، تدخل ضمن المساعدة الذاتية لعلاج الرُهاب، مؤكدة أهمية محاولة مواجهة المواقف المخيفة بدلًا من تجنبها، إضافة إلى اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء في تهدئة الشعور بالخوف والحد من أعراض فوبيا الثقوب وتقصير مدتها عند التعرض لمثير ما، لاسيما في الأشخاص الذين يعانون من أعراض شديدة .

ولفتت إلى أنه يمكن القيام بتمرين التنفس، من خلال إخراج الزفير ببطء من الأنف مع العد حتى 4، وأخذ شهيق عميق ببطء مع العد حتى 4، وإخراج الزفير ببطء من الأنف مع العد حتى 4، والاستمرار بالتنفس بهذه الطريقة مدة دقيقة إلى خمس دقائق.

وفي ختام حواري معها سألتها: "وكيف يمكن الوقاية من فوبيا الثقوب؟" فأجابت : "لا توجد طريقة محددة للوقاية ، ولكن قد يساهم ممارسة تقنيات الاسترخاء في التخفيف من الخوف الناجم عنها".

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية