تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : الأخضر والأحمر والأسود.. ألوان عبرت عن سوريا عبر العصور
source icon

سبوت

.

الأخضر والأحمر والأسود.. ألوان عبرت عن سوريا عبر العصور

كتب:سعاد طنطاوي

في 8 ديسمبر من هذا العام 2024، رفعت سوريا  علماً جديداً، رمزًا للاستقلال، معلنة بداية حقبة جديدة في التاريخ السوري، مستعيدة علمها القديم الذي كان رمزاً لها منذ 92 عاماً، فما هي قصة العلم السوري، وكيف تغير عبر العصور؟

لمحة تاريخية
مر العلم السوري بمحطات تاريخية بارزة، منذ الثورة العربية الكبرى عام 1916، فقبلها كانت سوريا جزءًا من الدولة العثمانية منذ معركة مرج دابق عام 1516، وظلت هكذا حتى عام 1918 عندما تم رفع علم الثورة العربية.

الثورة العربية الكبرى
مع بدايات القرن الـ 20 انتشرت حركات قومية طالبت باستقلال العرب عن الدولة العثمانية، وأججها تدهور الأوضاع الاقتصادية في المنطقة، فتأثر السوريون بالمد القومي العربي، وأعلنوا دعمهم الثورة العربية الكبرى، ورفعوا علمها الذي مثّل بالنسبة لهم رمز الوحدة العربية.

واتخذت الثورة العربية الكبرى التي انطلقت عام 1916 ضد العثمانيين، علمًا رمزيًا من 3 خطوط أفقية، الأسود بالأعلى يليه الأخضر ثم الأبيض، وعلى جانبه الأيسر مثلث أحمر، قاعدته إلى اليسار ورأسه متجه نحو اليمين. ورفع العلم رسمياً في دمشق بعد خروج العثمانيين عام 1918.
 
علم-الثورة-العربية.jpg
علم الثورة العربية الكبرى
 

نجمة ثمانية
وفي 8 مارس 1920، أعلن المؤتمر الوطني السوري استقلال سوريا، وتنصيب الأمير فيصل بن الحسين بن علي ملكًا عليها، وأضيف للعلم نجمة ثمانية بيضاء انتصفت المثلث الأحمر.
بعد-الثورة-العربية.jpg

العلم بعد إضافة النجمة الثمانية
 

الانتداب الفرنسي
لم يستمر علم الثورة العربية لأكثر من شهر، إذ رفض مجلس الحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى الاعتراف باستقلال سوريا، وأعلن فرض الانتداب على سوريا ولبنان، ومنح فرنسا حق الانتداب.

ومع رفض السوريون التبعية لفرنسا، دخلوا حربًا انهزموا فيها في معركة ميسلون، فوقعت سوريا تحت الانتداب، وفرضت السلطات علماً جديدًا لونه أزرق يتوسطه هلال أبيض، مع نموذج مصغر لعلم فرنسا أعلى يسار العلم.
 
العلم-الازرق.jpg
علم الانتداب الأزرق

وفي عام 1925، غيّرت السلطات الفرنسية العلم، وجعلته من 3 شرائط، اللون الأخضر في الأعلى، يليه الأبيض، ثم الأخضر مرة أخرى، واحتفظت بعلم فرنسا في الأعلى.
الانتداب.jpg
علم الانتداب الفرنسي

علم الاستقلال
تعاملت فرنسا مع السوريين بسياسة القمع فزاد شعورهم بالهوية الوطنية، ودفعهم إلى رفض علم الانتداب، وأدى ذلك لاحقًا إلى اندلاع الثورة السورية الكبرى عام 1925، وبدأ الثوار يبحثون عن رمز يؤكدون فيه السيادة السورية على أراضيهم.

وظهر علم الاستقلال لأول مرة عام 1928 في أول مسودة دستور للجمهورية السورية الأولى، وكانت سوريا لا تزال تحت سيطرة الانتداب الفرنسي، واقترحه "إبراهيم هنانو" رئيس لجنة الدستور في الجمعية التأسيسية التي كلّفت بصياغة دستور الجمهورية. 

لكن رفض المفوض السامي الفرنسي الدستور الجديد بحجة مخالفته صك الانتداب وحقوق الدولة المنتدبة، وحل الجمعية التأسيسية، فاشتعلت ثورة في البلاد، وبلغت ذروتها في حلب يوم 11 فبراير 1929، ثم توسعت وتوسعات رقعة الانتفاضات، وشارك فيها طلاب المدارس، واستمرت حتى يوم 14 مايو من نفس العام فأضطر المفوض السامي للرضوخ لمطالب السوريين، وأقر الدستور الجديد الذي حددت فيه أوصاف العلم في المادة 4.

أول علم دستوري 
أقرّت الجمعية التأسيسية الدستور عام 1930، ورفع العلم لأول مرة في حلب في الأول من يناير 1932، ثم رفع مرة أخرى في دمشق في أثناء مراسم تنصيب محمد علي العابد أول رئيس للبلاد يوم 11 يونيو من نفس العام.

واعتمدت حكومة سوريا المستقلة علماً مكوناً من 3 أشرطة، الأخضر في الأعلى يليه الأبيض ثم الأسود، مع 3 نجوم حمراء على الشريط الأبيض.

العلم-الثلاثي.jpg
أول علم وارد في الدستور
 

رمزيات لونية
وحمل العلم معه رمزيات تاريخية مهمة، فاللون الأخضر مثّل الخلافة الراشدة، واللون الأبيض الدولة الأموية، واللون الأسود الخلافة العباسية، أما نجومه الثلاث كانت باللون الأحمر، فرمزت إلى حلب ودمشق ودير الزور وهي المدن الإستراتيجية التي لعبت دورا هاما في الثورة السورية الكبرى.

تغيير معني النجوم 
وبعد ضمّ سنجق اللاذقية وجبل الدروز إلى سوريا عام 1936، تغيرت معاني النجوم الثلاث، وصار الأول يرمز إلى حلب ودمشق ودير الزور، والثاني جبل الدروز، والثالث اللاذقية.

علم الاستقلال وانهاء الانتداب 
وعقب إعلان استقلال سوريا رسمياً عن الانتداب الفرنسي عام 1946، أنزل علم الانتداب، ورفع علم الجمهورية السورية الأولى رسمياً في دمشق وحلب وحمل اسم علم الاستقلال، وبقي العلم الرسمي حتى عام 1958.
 
الجمهورية-الاولى.jpg
علم الجمهورية السورية الأولى
 

اتحاد الجمهورية العربية   
وفي عام 1958 اتحدت سوريا مع مصر، تحت اسم "الجمهورية العربية المتحدة"، وأعلن عن الاتحاد رسمياً يوم 22 فبراير 1958 برئاسة جمال عبد الناصر بعد تنازل الرئيس السوري شكري القوتلي عن الرئاسة، واعتمدت الدولتان علمًا موحدًا، ومجلساً تشريعياً مشتركاً، ونظام حكم رئاسي، كانت فيه القاهرة عاصمة للدولة الجديدة المتحدة، وصار العلم الجديد مكون من 3 خطوط، الأحمر في الأعلى والأسود في الأسفل، وبينهما خط أبيض عليه نجمتان يلون أخضر، إحداهما تمثل سوريا والأخرى مصر.
 
الاتحاد-مع-مصر.jpg
علم الجمهورية العربية المتحدة

عودة النجوم الحمر 
وبعد انهيار الجمهورية العربية المتحدة عام 1961، أعادت سوريا اعتماد علم الاستقلال الأخضر مع نجومه الحمر الثلاث، وبقي العلم الرسمي حتى انقلاب حزب البعث على الحكومة في الثامن من مارس 1963.
 
الجمهورية-الاولى-(1).jpg

حكم حزب البعث
مع بداية سيطرة حزب البعث العربي الاشتراكي على مقاليد الحكم في البلاد، أعيد اعتماد علم الوحدة العربية مع مصر، وظل العلم الرسمي من عام 1963 حتى الأول من يناير 1972.
 
الاتحاد-مع-مصر-(1).jpg
 

نجمة خضراء ثالثة 
ومع وصول حزب البعث إلى سدة الحكم في العراق، حاولت الحكومتان البعثيتان في سوريا والعراق الاتحاد مع مصر، وقررت الدول الثلاث إضافة نجمة خضراء ثالثة لعلم الوحدة السابق.

ومثّلت النجوم الخضراء الدول المتحدة الثلاث، وأهداف الحزب البعثي الثلاثة وهي "الوحدة والحرية والاشتراكية"، لكن الإطاحة بالحكومة البعثية العراقية عام 1963، أفشلت خطط التوحد.
العلم-الثلاثي-(1).jpg
علم الوحدة الثانية

نسر اتحاد الجمهوريات العربية 
وفي عام 1971 انضمت سوريا إلى اتحاد الجمهوريات العربية مع مصر وليبيا، واعتمد الرئيس حافظ الأسد علم الاتحاد الجديد، الذي استبدل بالنجوم الخضراء الثلاث، نسرا مكتوبا تحته "اتحاد الجمهوريات العربية"، وبقيت سوريا تستخدمه حتى عام 1980.
 
الاتحادات-العربية.jpg
علم  اتحاد الجمهوريات العربية

وفي عام 1980، أعاد الرئيس السوري حافظ الأسد اعتماد علم الوحدة سابقاً بين سوريا ومصر، وبقي العلم الرسمي للجمهورية العربية السورية، حتى الثامن من ديسمبر الجاري 2024.
الاتحاد-مع-مصر-(2).jpg


علم الثورة
مع اندلاع الثورة السورية عام 2011 ضد حكم بشار الأسد، ظهر "علم الاستقلال" مرة أخرى، باقتراح من" أديب الشيشكلي" حفيد الرئيس السوري الأسبق الذي قاد الانقلاب الثالث في سوريا عام 1940، وسرعان ما تبنت المعارضة السورية هذا العلم واعتمدته رسمياً.

وصار "علم الاستقلال" بالنسبة للمعارضين يمثّل رمزاً وطنياً وثورياً، يربط بين نضال الأجداد في الماضي ضد الانتداب الفرنسي، وبين مقاومة الثوار في الحاضر ضد النظام السوري، في محاولة منهم لاستعادة "أمجاد الجمهورية السورية الأولى وتجسيد التاريخ الثوري، من أجل الاستقلال الثاني".

ووحدت فصائل المعارضة السورية المسلحة في الشمال السوري رايتها تحت علم الثورة، وأعلنت في 27 نوفمبر 2024 إطلاقها "معركة ردع العدوان" من إدلب، واستطاعت في 12 يوماً، السيطرة على حلب وحماة وحمص، ثم التوغل في دمشق وإعلان إسقاط حكومة الأسد.

وأعلن الائتلاف الوطني السوري يوم الثامن من ديسمبر عيداً وطنياً لسوريا احتفى به المهاجرون واللاجئون في أوروبا والوطن العربي برفعهم علم "الاستقلال والثورة السورية"، وخرجوا في مسيرات احتفالية رافعين علم الاستقلال على مبنى السفارة السورية في موسكو.
 
الجمهورية-الاولى-(2).jpg

العلم سيادة ورمز للحرية
ويوضح السفير قدري عبد المطلب مساعد وزير الخارجية الأسبق؛ قيمة وأهمية العلم فيقول "علم اي دولة هو شعارها ورمز حريتها وسيادتها، ويختص بالاحترام على الصعيدين الدولي والمحلي"، مشيراً ان كل دولة تصدر قانوناً خاصاً بمواصفات مراسم ومناسبات رفع الاعلام أو تنكيسها، ويحدد في القانون أبعاد العلم الوطني وألوانه بما يتفق وما تراه مميزاً لفكرة وطنية معينة. 

ويوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق؛ أن القانون الوطني للدولة يحدد أيضاً العقوبات التي توقع عند إهانة العلم، كما ينظم مراسم رفع وتنكيس الإعلام الأجنبية داخل إقليم الدولة بما يتفق مع سيادتها. 

ويقول أيضًا أنه مع التغييرات الجذرية التي تشهدها بعض النظم يتم تغيير العديد من المظاهر مثل النشيد والعلم الوطني وبالتالي هذه المتغيرات تكتسب الصبغة القانونية.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية